الإعلامي الكبير: محمد ولد حَمدو
يحتفي الزملاء في موقع "الجديد نيوز"، هذه الأيام، بذكرى مرور عام على ظهوره، لكنه عام بعقود كاملة مما تعدون!!
في ظرف أشهر قليلة، استوى الموقع ونضج، وبلغ سن الرشد دفعة واحدة.
وفي لمح البصر بمعيار الزمن الصحفي خرج "الجديد نيوز" سريعا من الطفولة المهنية، صار كبيرا، بل راشدا.
تجاوز مراحل تتطلب عادة سنوات، وهكذا لم تستغرق منه مراحل النمو المعتادة الكثير من الوقت.
تربطني بهذا الموقع صلة تشكلت عبر الشبكة العنكبوتية، فأنا لم ألتق أيا من طاقمه، ولم أتشرف بمجالسة أي منهم، لكني ألتقيهم يوميا عبر ما يقدمون، وأحس دائما أن الرفقة بيننا انعقدت منذ أمد بعيد.
وبحكم هذه الصلة النفسية والثقة التي تشكلت بيني مع مواد الموقع المختلفة، أصبحت أحس أنه رفيقي منذ سنوات طويلة، خاصة بعد ما بات من نوافذي المعتادة على الشأن الوطني على وجه الخصوص.
لن أتوقف كثيرا عند ما يوفره الموقع من أخبار وتغطيات وتحقيقات فريدة وبعضها يلامس حد جرأة وسبق وريادة غير معهودة، ولن أكتف بالأعمدة والأركان والمقالات التي تشكل مساهمة لا غنى عنها في رفع مستوى النقاش العمومي حول قضايا حيوية ومصيرية بالنسبة للبلد والمنطقة.
كل ذلك رغم أهميته، ورغم ما يميز فريق الموقع من مثابرة وجدية وريادة، تعكسه المواد الصحفية المقدمة، ليس هو أكثر ما يثير انتباهي.
إن ما يفرض احترامي وتقديري لهذ الموقع، يمكن أن أجمله في كلمات معدودة، المصداقية والتوازن والتنوع والتجدد.
حين تجد الخبر مقدسا فعلا، ويقدم مجردا من "بهارات" الانحياز والتأثير، فأنت مجبر على احترام من يقوم بذلك.
وتلك رياضة يومية يقوم بها "الجديد نيوز" بكل نكران للذات.
أما التوازن فحدث ولا حرج، فهو أمر ضروري في التعامل مع صناع الأخبار وتداعيات الأحداث، وقليلة هي المنابر الإعلامية في ساحتنا الوطنية، التي لا تنجر لهذا الفسطاط أو ذاك في خضم الممارسة اليومية.
وهذه سيئة سلم منها "الجديد نيوز"، وأعتقد أنه يدفع أثمانا باهظة في سبيل المحافظة على البقاء واقفا دون انحياز.
أستسمح زملائي في "الجديد نيوز"، فسأفضح شيئا مما يصرون عليه مع سبق إصرار وترصد مريب، فهم يرتكبون جهارا نهارا، وعلى مدى أشهر متتالية، كبيرة حب التنويع والتجديد.
إنهم ينفرون من القوالب الممجوجة، ويفرون من "الكليشيهات" المعهودة.
ومن "كبائرهم" كذلك، أنهم لا يكتفون باستنساخ ما سبقهم إليه الآخرون من معالجات وزوايا تناول باتت مستهلكة، فهم من بين قلة من المواقع، طرحت جانبا التركيز على تفاعلات الساحة السياسية المحلية، ومغريات تلميع هذا السياسي أو ذاك، وطرقت أبوابا جديدة في الاقتصاد والاجتماع والثقافة ويوميات الناس.
ويحسب للزملاء في "الجديد نيوز" أنهم سلطوا الضوء على وجوه جديدة من حياة الموريتانيين في المدن الكبيرة والأرياف البعيدة، وقدموا للرأي العام شخصيات لم تكن تحظى بكثير من الأضواء والا الاهتمام.
دعوني أختم بالقول إنهم في "الجديد نيوز" ابتدعوا مدرستهم الخاصة، فهنيئا لهم بذلك، وهنيئا لهم بالمساحة التي احتلوها في المشهد الإعلامي الوطني، والطريق بحول الله ممهدة أمامهم دون شك نحو المزيد من التميز وتعزيز المصداقية والتوازن وترسيخ ثقافة التنويع والريادة.
تحية وتوفيقا لـ"الجديد نيوز"