أعلنت لجنة مراقبة الأهلة الليلة، أن غُرّة شهر محرم للعام لهجري الجديد غدا الجمعة .
الهجرة النبويّة كانت حدثا عظيما غير مجرى التاريخ، وأثّر في حياة البشرية كلها، كما مثلت فرقانا فرّق الله به بين الحق والباطل، ومهدت السبيل إلى وضع أسس الدولة الإسلامية التي خرج منها الدعاة والمجاهدون الذين نشروا نور الله في الأرض، وعلى أيديهم دخل الناس في دين الله تعالى أفواجا.
اليوم وللأسف يمرّ هذا اليوم الأغر في التاريخ الإسلامي -بالكاد- كسائر الأيام، حيث نجد الكثير من النشء وحتى الكبار لايعرفون شيئا عنه، وعن أهميته ولا عن الأشهر الهجريّة وهو لعمري أمر فادح الخطورة .
إن هُويّة المرء المسلم لصيقة بمعرفته ببيئة الإسلام الأولى وأحداثها الكبرى، وهو مايتطلب بالتأكيد ضرورة معرفة السيرة النبوية وتدريسها، ومعرفة شمائل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتأسي به ومعرفة أصحابه، فكل تلك البيئة مُزكّاة ومن فيها هم خير قدوة.
يجبُ أن نحتفى بهذه المناسبة الخالدة في كل دول العالم الإسلامي على كل المستويات إعلاميا وثقافيا ودينيا، بل وحتى سياسيا لا أن نكتفى فيها ببث مسلسلات دينية وتعطيل يوم يتيم .
من الأمور التي يجب بهاتخليد هذا اليوم الأغر:
ــ ندوات ودراسات تستلهم من عبر السيرة النبوية مع النهل من شمائل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهدي أصحابه الأجلاء؛
ــ تخصيص حلقات دراسية للأطفال، وسقيُهم من معين السيرة النبوية لذي لاينضب؛
ختاما : غُرّة السنة الهجرية ليس يوما عاديا، ولايجب أن يكون كذلك في بلاد المسلمين، بل هو يوم أغرّ مجلل بالكثير من العبر والدروس، لأنه يمثل الفرق الواضح بين دين الإسلام الوضّاء والشرك المظلم المدلهمّ.
وقد أجاد أمير الشعراء أحمد شوقي في "همزيته" السائرة:
ولد الهدى فالكائنا ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"