أوقفت السلطات الإيطالية، اليوم الخميس، الموافق 21 أغسطس/ آب الجاري، أوكرانيًا يشتبه في أنه أحد منسقي عملية تخريب خط أنابيب الغاز الروسي «نورد ستريم» في بحر البلطيق قبل 3 سنوات.
وهذه هي عملية التوقيف الأولى في هذه القضية التي تعتبر حساسة بسبب الحرب في أوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي منذ فبراير/ شباط 2022.
وجاء في بيان صادر عن النيابة العامة الألمانية المتخصصة في قضايا الارهاب «طلبت النيابة العامة من الشرطة الإيطالية في مقاطعة ريميني (إيطاليا) توقيف المواطن الأوكراني سيرغي ك بناء على مذكرة توقيف أوروبية».
وأضاف أنه يشتبه في «أنه أحد منسقي عملية التخريب الذين وضعوا في سبتمبر/ أيلول 2022 متفجرات على خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 قرب جزيرة بورنهولم (الدنماركية)».
وفي برلين وحدها وزيرة العدل الألمانية ستيفاني هوبيغ عقبت على هذا الإعلان حتى الآن مشيدة بالنجاح المذهل الذي حققته النيابة العامة.
نفي من كييف وموسكو وواشنطن
وفي 26 سبتمبر/ أيلول 2022، حدثت 4 حوادث تسرب غاز ضخمة سبقتها انفجارات في قاع البحر بفارق ساعات بين كل منها، على خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 اللذين يربطان روسيا بألمانيا ويحملان معظم الغاز الروسي إلى أوروبا.
في حينها علقت موسكو توريد الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" على خلفية اختبار قوة مع حلفاء كييف الأوروبيين.
أما خط الأنابيب نورد ستريم 2 الذي كان موضع خلاف بين برلين وواشنطن لسنوات، فلم يكن قد دخل الخدمة بعد.
منذ التخريب، باشرت ألمانيا والسويد والدنمارك تحقيقات قضائية منفصلة. وأقد ُغلقت في الدولتين الاسكندنافيتين في العام 2024.
وطُرحت احتمالات عدة مع افتراض أساسي بأن إحدى الدول قد تقف وراء العملية.
نفت كل من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة بشدة أن تكون ضالعة في العملية.
في بيانها الصادر الخميس صرّح مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني بأن سيرغي ك. وشركاءه «استخدموا قاربا شراعيا (...) أبحر من ميناء روستوك (الألماني على بحر البلطيق)».
غطاس أوكراني
وأضافت النيابة العامة انه «تم استئجار القارب الشراعي من شركة ألمانية باستخدام أوراق هوية مزورة عبر وسطاء".
وأشار مكتب المدعي العام إلى أن "المواد المتفجرة فُجّرت في 26 سبتمبر/ أيلول 2022. وألحقت الانفجارات أضرارا بالغة بخطي أنابيب غاز».
وبعدما سلمته السلطات الإيطالية إلى ألمانيا، سيمثل المشتبه به الأوكراني أمام قاضي محكمة العدل الاتحادية الألمانية.
وقبل عام، كشفت عدة وسائل إعلام ألمانية وقناة ARD العامة وصحيفتا دي تسايت وزود دويتشه تسايتونغ أن التحقيق يتجه نحو خيط أوكراني حيث صدرت مذكرة توقيف ألمانية بحق غواص محترف يُشتبه بضلوعه في عملية التخريب مع اثنين من مواطنيه.
هذا الغواص الذي قدمته وسائل الإعلام الألمانية على انه فولوديمير ز. كان يعيش في بولندا، لكنه تمكن من الفرار إلى أوكرانيا قبل ألقاء القبض عليه.
وغداة كشف الصحافة الألمانية عن هذه المعلومات، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن رئيس الأركان الأوكراني السابق فاليري زالوزني أشرف على خطة تفجير خطي أنابيب الغاز. ردّت الرئاسة الأوكرانية في 15 أغسطس/ آب 2024 بأن ما يشاع يعتبر «هراء مطلقا». أما موسكو فقد أعلنت بوضوح بعد 4 أيام أن العملية نفذت بأمر من واشنطن.
المصدر أ ف ب