بعد أشهر من تعهّد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كاش باتيل أمام المشرّعين بعدم «تسييس» المكتب أو القيام بـ«إجراءات انتقامية»، بدأت الـFBI ووكالات حكومية أخرى تحقيقات مع عدد من الأشخاص الذين سبق أن وصفهم الرئيس ترمب بـ«الأعداء».
وطبقا لتقرير أكسيوس فإنه منذ عودة ترمب إلى السلطة مطلع هذا العام، توسّعت صلاحيات إنفاذ القانون، وانسجم مؤيدو حركة «ماغا» مثل باتيل مع أهداف ترمب في «تطهير» الحكومة من مسؤولين يصفهم بـ«الدولة العميقة».
قبل تعيينه مديرًا لـFBI، نشر باتيل كتابًا عام 2023 تضمّن «قائمة غير شاملة» لمسؤولين في السلطة التنفيذية وصفهم بأنهم ينتمون لـ«الدولة العميقة».
وقد أيّد ترمب هذا الكتاب، قائلًا: «سأستخدم هذا المخطط لمساعدتنا على استعادة البيت الأبيض وطرد هؤلاء العصابات من الحكومة كلها!»
وخلال جلسات تأكيد تعيينه، نفى باتيل أن تكون تلك القائمة «قائمة أعداء»، واصفًا هذا التوصيف بـ«المضلّل»، بحسب «نيويورك تايمز».
أسماء الشخصيات المستهدفة حاليًا:
- جون بولتون (مستشار الأمن القومي السابق):
داهمت السلطات منزله يوم الجمعة في إطار تحقيق أمني يشمل وثائق سرية، دون أن يتم توقيفه أو توجيه اتهامات إليه. وكان بولتون من أبرز المنتقدين لترمب، وكتب في مذكراته أن «جبلًا من الحقائق يثبت أن ترمب غير مؤهل للرئاسة». وقد تأخّر نشر تلك المذكرات بعد مخالفة بولتون إجراءات مراجعة الوثائق السرية. - جون برينان (مدير CIA السابق):
يخضع لتحقيق من وزارة العدل بتهمة الإدلاء بشهادات كاذبة أمام الكونغرس تتعلق بالتحقيق في التدخل الروسي بانتخابات 2016. وكان برينان قد أعرب عن شكوكه بشأن تورط مسؤولين أميركيين في تسهيل هذا التدخل، وألغى ترمب تصريحه الأمني خلال ولايته الأولى، متهمًا إياه بـ«سلوك مضطرب». - جيمس كومي (مدير FBI السابق):
تحقق وزارة الأمن الداخلي والخدمة السرية في منشور له على «إنستغرام» تضمّن الرقم «8647»، الذي قد يُفسَّر على أنه دعوة للعنف ضد ترمب (الرئيس رقم 47). وأوضح كومي لاحقًا أن المنشور كان «رسالة سياسية» فقط. وقد أقاله ترمب سابقًا بعد طلب كومي موارد إضافية لتحقيقات التدخل الروسي. - مايلز تايلور (موظف سابق في وزارة الأمن الداخلي):
استهدفه ترمب بمذكرة رئاسية في أبريل الماضي، متهمًا إياه بـ«التحريض على الانقسام» ونشر معلومات حساسة في كتابه «مجهول». وكان تايلور قد نشر أيضًا مقالًا في «نيويورك تايمز» يكشف ممارسات داخل الوزارة.
موقف البيت الأبيض
المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيغيل جاكسون، لم تنكر استهداف الخصوم السياسيين، بل اتهمت بايدن بأنه «من بدأ بتسييس الإدارة لاستهداف خصومه السياسيين – وأشهرهم ترمب».
وأضافت: «الأميركيون محظوظون لأن ذلك الفصل المخزي من تاريخ بايدن قد انتهى».
ولم يصدر تعليق فوري من إدارة بايدن.
شخصيات أخرى خارج القائمة المستهدفة:
- المدعية العامة بام بوندي أقالت ما لا يقل عن 35 موظفًا بوزارة العدل بسبب علاقتهم بتحقيقات اقتحام الكونغرس وقضية الوثائق السرية.
- السيناتور آدم شيف (ديمقراطي من كاليفورنيا) يواجه دعوات للملاحقة القضائية بتهمة «الاحتيال العقاري»، وهو ما وصفه بـ«محاولة لتشويه سمعته».
- المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيشيا جيمس، أُحيلت للتحقيق أيضًا، بعد أن كانت قد قادت دعوى مدنية ضد ترمب العام الماضي بقيمة 464 مليون دولار، والتي ألغتها المحكمة مؤخرًا. كما جرّدها ترمب من تصاريحها الأمنية بعد عودته للسلطة.