مصادر: إسرائيل ستعارض انسحاب جيشها بالكامل من قطاع غزة

بعد نشر مسودة الاتفاق الذي اقترحه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، قالت مصادر مطلعة على المفاوضات لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن المقترح يتضمن «ضمانات جوهرية» بعدم تجدد إطلاق النار طالما استمرت المحادثات لإنهاء الحرب.

وبحسب هذه المصادر، لن يبقى الجيش الإسرائيلي في مواقعه الحالية، مشيرة إلى أن حماس ستطرح طلبا سترفضه إسرائيل.

ولفتت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يبقى على مواقعه الحالية في حال تطبيق هذا المخطط، وأن إعادة الانتشار ممكنة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم وبعد إطلاق سراح المحتجزين، كجزء من الاتفاق.

وأوضحت المصادر أن التقديرات تشير إلى أنه إذا كانت الخطة تتضمن بالفعل الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، فإن حماس سوف تطالب في المفاوضات بانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح المحتجزين، وهي القضية التي عارضتها إسرائيل بشدة حتى الآن.

وأمس، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل «تدرس» الخطة، إلا أن ترمب نفسه، في بيان أصدره لاحقًا، أعلن أن الإسرائيليين وافقوا بالفعل على المقترح.

وقال ترمب للصحفيين في واشنطن إنه «يعتقد أنه سيكون هناك اتفاق في غزة قريبًا جدًّا، أعتقد أننا سنتمكن من استعادتهم جميعًا».

وكان الرئيس الأميركي قد صرّح قبل أسبوعين بأن أقل من 20 محتجزا ما زالوا على قيد الحياة، مع أن هذا هو العدد الرسمي وفقًا لإسرائيل، وقال أمس إنه «قد يكون هناك أقل بقليل من 20 على قيد الحياة لأنهم غالبًا ما يموتون، ورغم أن معظمهم من الشباب، إلا أنهم غالبًا ما يموتون».

تفاصيل المقترح

وأمس، كشفت القناه 12 الإسرائيلية، عن المقترح الأميركي الذي تم تسليمه لحركة حماس  بواسطة غيرشون باسكين، مشيرة إلى أن «المسار الجديد الأميركي للصفقة يقترح الإفراج عن جميع المحتجزين في اليوم الأول لبدء الصفقة، مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين».

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي نقل في الأيام الأخيرة إلى حماس عرضًا لاتفاق شامل مع تغييرات جوهرية عن العروض السابقة.

ووفقا للمقترح، سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الـ48 في اليوم الأول للاتفاق بالتزامن مع إطلاق ألف أسير فلسطيني ومئات من أصحاب المؤبدات.

وبموجب المقترح، ستوقف إسرائيل عملية «عربات غدعون 2» لاحتلال مدينة غزة، وستبدأ فورًا مفاوضات تحت إدارة ترمب الشخصية لإنهاء الحرب.

وشددت القناة 12 الإسرائيلية على انه «طالما لم تنتهِ المفاوضات، فلن تتجدد الحرب»

وسيُطلب من حماس الوثوق بتصريحات ترمب المؤيدة لإنهاء الحرب، وعلى الافتراض أنه عندما يكون المحتجزون في المنزل، ستجد إسرائيل صعوبة في الحصول على شرعية من الداخل والخارج لمواصلة الحرب.

ولفتت إلى أنه تم إبلاغ إسرائيل بالتفاصيل، ومن الممكن الافتراض أن المخطط مقبول لديها من حيث المبدأ.

تبادل الأسرى والمحتجزين

أما موقع أكسيوس، فنقل عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على التفاصيل أن الاقتراح الأميركي الجديد لحماس يتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الـ48 المتبقين مقابل وقف إطلاق النار ونهاية العملية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة.

بالإضافة إلى ذلك، ستفرج إسرائيل عن 2500 إلى 3000 أسير ومعتقل فلسطيني محتجزين في سجونها، بما في ذلك المئات الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين.

ووفقا للمقترح، فبمجرد إعلان وقف إطلاق النار، ستبدأ المفاوضات على الفور بشأن شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك مطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس ومطالب حماس بالانسحاب النهائي والكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، حسبما قال المسؤول الإسرائيلي.

وأكد المقترح أنه إذا استجابت حماس للمبادرة بشكل إيجابي، فإن ترمب سيعمل بنشاط على إنهاء الحرب، وسيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات حول شروط إنهاء الحرب.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن الاقتراح المقدم لحماس تضمن رسالة مفادها أنه إذا لم تقبل الحركة المبادرة فإن البديل سيكون سيئا للغاية: عملية إسرائيلية واسعة النطاق في غزة.

رد حماس

من جانبها، رحبت حركة حماس بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

وطالبت الحركة حماس، أمس الأحد، بضرورة وجود ضمانة بالتزام الاحتلال بما سيتم الاتفاق عليه بخصوص اتفاق غزة الذي أعلن عنه الرئيس ترمب، حتى لا يكون مصيره مثل الاتفاقات السابقة.

وقالت حماس، في بيان: «وصلتنا عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وبهذه المناسبة فإن حركة حماس ترحب بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا».

وأضاف البيان أن حماس «تؤكد أنها جاهزة فورًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فوًرا، مع ضمانة التزام العدو بشكل معلن وصريح بما سيتم الاتفاق عليه حتى لا تتكرر التجارب السابقة بالوصول إلى اتفاقات ويرفضها أو ينقلب عليها، وكان آخرها الاتفاق الذي قدمه الوسطاء للحركة بناءً على مقترح أميركي ووافقت عليه الحركة في القاهرة بتاريخ 18/8/2025، ولم يرد عليه الاحتلال حتى اللحظة، بل واستمر في مجازره وتطهيره العرقي».

وتابع البيان أن «الحركة في اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يحقق متطلبات شعبنا».