الإمارات: الهجوم على قطر يقوض آفاق السلام

خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، منتصف ليلة الخميس/ الجمعة، حول الضربات الإسرائيلية على قطر، أدان أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الهجوم السافر ضد قطر والذي يشكل تهديدًا لأمن وسيادة دول الخليج، مشددًا على أن هذه الاعتداءات تقوض آفاق السلام وتزيد من حدة التوتر في منطقة تعاني أصلًا من أوضاع متفجرة. وأكد قرقاش على أهمية التمسك بمركزية القانون الدولي واحترام سيادة الدول كسبيل لردع إسرائيل وإحلال السلام.

وأكد قرقاش، أن الهجوم على قطر يقوض جهود وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب في غزة.

وأضاف أن «العدوان الإسرائيلي المتهور على قطر لن يجلب السلام لإسرائيل». 

 

مجلس الأمن يندد بالهجوم على قطر

وندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس بالهجوم الذي تعرضت له العاصمة القطرية الدوحة في الآونة الأخيرة.

وحاولت إسرائيل اغتيال قيادات سياسية من حركة حماس في الهجوم الذي شنته يوم الثلاثاء، مصعدة بذلك أعمالها العسكرية، فيما وصفت الولايات المتحدة الهجوم بأنه تحرك فردي ولا يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية.

ودأبت الولايات المتحدة على توفير الحماية لحليفتها إسرائيل في الأمم المتحدة. ويعكس دعم الولايات المتحدة لبيان مجلس الأمن، الذي لا يمكن الموافقة عليه إلا بالإجماع، استياء الرئيس دونالد ترمب من الهجوم الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وجاء في البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أن «أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد وعبروا عن تضامنهم مع قطر. وأكدوا على دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها».

والعدوان على الدوحة، الذي قوبل بتنديد واسع، أثارت الغضب لأن قطر تستضيف المفاوضات الرامية إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار في حرب غزة وتشارك أيضا في جهود الوساطة.

قطر تتهم إسرائيل بتقويض المحادثات

اتهم رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إسرائيل بمحاولة عرقلة جهود إنهاء الحرب في غزة من خلال مهاجمة قادة حماس في الدوحة، لكنه تعهد بمواصلة جهود الوساطة.

وقال أمام المجلس «الاعتداء على أرضنا خلال انشغالنا بالوساطة كشف بوضوح عن نوايا إسرائيلية مبيتة لإجهاض أي مسعى نحو السلام وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لحجم من المعاناة تعجز الكلمات عن وصفه... كما يكشف عن أن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل الآن لا يأبهون بحياة المحتجزين وأن تحريرهم ليس أولوية لديهم».

وشككت باكستان أيضا فيما إذا كان إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس يمثل أولوية بالنسبة لإسرائيل. وقال مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد أمام المجلس «من الواضح أن إسرائيل، القوة المحتلة، عازمة على بذل كل ما في وسعها لتقويض ونسف أي فرصة للسلام».

وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «من غير اللائق أن يستخدم أي عضو هذا الأمر للتشكيك في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى ديارهم».

ورددت إلى حد كبير تصريحات ترمب بشأن الهجوم، قائلة للمجلس إن هذه الضربات لا تخدم الأهداف الأميركية أو الإسرائيلية، ولكن «وعلى الرغم من الطبيعة المؤسفة» فإنها يمكن أن تكون بمثابة فرصة للسلام.

تصعيد مصري لافت

وفي كلمتها وفي تصعيد كبير ولافت، طالبت مصر مجلس الأمن باتخاذ خطوات وفق الفصل السابع لردع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما يعني إمكانية اللجوء للقوة ضد إسرائيل.

وقال مندوب مصر لدى مجلس الأمن السفير أسامة عبد الخالق إن إسرائيل ارتكبت عدوانا لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير، مشددا على تضامن مصر مع قطر التي تبذل جهود وساطة حثيثة.

وأكد مندوب مصر لدى مجلس الأمن أن إسرائيل ستستمر في عدوانها طالما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات جادة ضدها، مشيرا إلى أن القانون الدولي يسمح لقطر باتخاذ أي إجراءات للرد على العدوان الإسرائيلي.

خيبة أمل جزائرية

وعبرت الجزائر عن خيبة أملها لأن بيان مجلس الأمن لم يكن أقوى.

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أمام المجلس «العنف يولد العنف. الإفلات من العقاب يولد الحرب. الصمت في المجتمع الدولي، وفي هذا المجلس، يؤجج الفوضى». وأضاف «يظل هذا المجلس مقيدا، عاجزا حتى عن تسمية المعتدي، عن وصف العدوان بأنه انتهاك للقانون الدولي».