الناتو يطلق عملية «الحارس الشرقي» ردا على مناورات موسكو ومينسك

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، اليوم الجمعة، إن الحلف سيطلق عملية «الحارس الشرقي» لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا، مضيفا أن التهور الروسي في الأجواء تتزايد وتيرته.

وأوضح أن عملية الحارس الشرقي سيشمل مجموعة من أصول دول أعضاء بالحلف، من بينها الدنمرك وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى.

مناورات عسكرية

وبدأت روسيا وروسيا البيضاء مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق على أعتاب حلف شمال الأطلسي اليوم الجمعة، في وقت يشهد توترا متزايدا مع التحالف الغربي، وذلك بعد يومين من إسقاط بولندا طائرات روسية مسيرة اخترقت مجالها الجوي.

وتجرى مناورات «زاباد-2025»، وهي استعراض للقوة من جانب روسيا وحليفتها الوثيقة روسيا البيضاء، في ساحات تدريب في كلا البلدين، بما في ذلك بالقرب من الحدود البولندية.

وكان من المقرر إجراؤها قبل وقت طويل من واقعة الطائرات المسيرة، التي تمثل أول واقعة معروفة يطلق فيها عضو في الحلف النار على أهداف قادمة من روسيا خلال الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه في المرحلة الأولى من المناورة، ستحاكي القوات صد هجوم على روسيا وروسيا البيضاء، الذي يعرف تحالفهما باسم دولة الاتحاد.

وأضافت أن المرحلة الثانية ستركز على «استعادة وحدة أراضي دولة الاتحاد وهزيمة العدو، بما في ذلك بمشاركة مجموعة تحالف من قوات الدول الصديقة».

وتتاخم روسيا البيضاء من الغرب 3 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي هي بولندا وليتوانيا ولاتفيا، ومن الجنوب أوكرانيا.

وقال الكرملين، اليوم الجمعة، إن المخاوف الأوروبية بشأن التدريبات هي رد فعل عاطفي نابع من العداء لروسيا. ورفض التعليق على واقعة الطائرات المسيرة هذا الأسبوع، والتي اعتبرها الغرب بمثابة جرس إنذار لحلف شمال الأطلسي واختبار لرد فعله.

ووصفت الدول الغربية الواقعة بأنها استفزاز متعمد من جانب روسيا، وهو ما نفته موسكو. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها المسيرة نفذت هجوما في غرب أوكرانيا في ذلك الوقت، لكنها لم تكن تخطط لضرب أي أهداف في بولندا.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس الخميس إن انتهاك طائرات روسية مسيرة لأجواء بولندا ربما كان خطأ.

وأضاف ترمب للصحفيين قبل أن يستقل الهليكوبتر الرئاسية مارين وان «لست سعيدا بأي شيء يتعلق بالوضع برمته، ولكن آمل أن ينتهي هذا الأمر».  

اجتماع لمجلس الأمن

ويجتمع مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، لبحث اختراق طائرات مسيرة المجال الجوي لبولندا الذي وصفه رئيسها بأنه محاولة روسية لاختبار رد وارسو وحلف شمال الأطلسي.

وحظرت بولندا أيضا تحليق الطائرات المسيرة على امتداد حدودها الشرقية مع روسيا البيضاء وأوكرانيا، وقيدت حركة الملاحة الجوية هناك، بعد أن أسقطت يوم الأربعاء ما قالت إنها طائرات مسيرة روسية انتهكت مجالها الجوي.

وتلقت بولندا دعما من حلفائها في حلف شمال الأطلسي في إسقاط الطائرات المسيرة، في سابقة يطلق خلالها أحد أعضاء التحالف العسكري الغربي النار خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وقالت ألمانيا يوم الخميس إنها ستعزز التزامها بالحدود الشرقية للحلف ردا على هذه التوغلات.

وأكدت روسيا أنها لم تكن تنوي قصف أي أهداف في بولندا، وأنها لن تتطرق إلى مزيد من التفاصيل عن الحادث. وقال قائد بارز في حلف شمال الأطلسي إنه لم يتضح بعد ما إذا كان توغل الطائرات المسيرة متعمدا.

ولكن الحادث أثار تساؤلات حيال جاهزية حلف شمال الأطلسي لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة وأجج التوتر مع روسيا ودفع عددا من القادة الغربيين إلى السعي لفرض عقوبات جديدة على موسكو والتشكيك في التزامها بجهود السلام في أوكرانيا.

وقال الرئيس البولندي كارول نافروتسكي للجنود يوم الخميس «هذا الاستفزاز الروسي، مثلما يدرك الجنرالات وجنودنا جيدا، لم يكن سوى محاولة لاختبار قدرتنا على الرد».

وطلبت كل من سلوفينيا والدنمرك واليونان وفرنسا وبريطانيا، الأعضاء في مجلس الأمن، من المجلس المؤلف من 15 عضوا عقد اجتماع لمناقشة ملابسات الحادث.