أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أن الوزير ماركو روبيو سيغادر غدا السبت إلى إسرائيل لدعمها قبيل التحرّك الذي تقوده فرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين.
وأفاد الناطق باسم الخارجية، تومي بيغوت، أن روبيو سيبحث مع القادة الإسرائيليين «التزامنا مواجهة التحرّكات المناهضة لإسرائيل بما في ذلك الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية الذي يكافئ إرهاب حماس».
ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على «إعلان نيويورك» الهادف إلى إعطاء دفعة جديدة لحل الدولتين في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مع إقصاء حركة حماس «بطريقة لا لبس فيها».
وتندد إسرائيل منذ حوالى عامين بعجز الجمعية العامة ومجلس الأمن عن إدانة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأشعل الحرب في قطاع غزة.
إلا ان النص الذي أعدته فرنسا والمملكة العربية السعودية واضح بهذا الخصوص.
وجاء فيه «نستنكر الهجمات التي نفّذتها حركة حماس ضدّ المدنيين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، و«يجب أن تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن».
حل الدولتين
ويذهب الاعلان الذي سبق ووقعته 17 دولة بينها دول عربية عدة في يوليو/ تموز، خلال الجزء الأول من مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين، أبعد من ذلك.
فهو ينص على أنه «في سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب أن تنهي حركة حماس حكمها في القطاع وأن تسلّم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية بدعم والتزام دوليين، انسجاما مع هدف إقامة دولة فلسطينية سيادية ومستقل»..
وأيدت جامعة الدول العربية الاعلان قبل فترة قصيرة ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بذلك معتبرا «إنها خطوة أساسية في عزل حماس دوليا وإقليميا».
وقال بارو الجمعة متحدثا لإذاعة فرانس إنتر «سيبقى يوم 12 سبتمبر/ أيلول في الذاكرة كيوم العزلة الدولية النهائية لحماس»، آملا أن يتم إقرار النص «بغالبية واسعة».
ورأى مصدر في الرئاسة الفرنسية في الاعلان أساسا متينا للمؤتمر الذي سترأسه فرنسا والسعودية في 22 سبتمبر/أيلول في الأمم المتحدة في نيويورك، والذي وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إطاره بالاعتراف بدولة فلسطين.
وبعد الرئيس الفرنسي، أعلنت دول عدة أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال أسبوع قادة الدول في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق في 22 سبتمبر/أيلول.
وينظر إلى هذا الأمر على أنه وسيلة إضافية للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.
كذلك يدعو «إعلان نيويورك» الذي يطرح على تصويت الجمعية العامة الجمعة إلى «إنهاء الحرب في غزة على الفور» وإلى «تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تسوية عادلة وسلميّة ودائمة بناء على التنفيذ الفعلي لحلّ الدولتين».
بعثة دولية في غزة
وفي سياق وقف إطلاق نار محتمل، يؤيد الاعلان «نشر بعثة دولية موقتة لإرساء الاستقرار في غزة بتفويض من مجلس الأمن الدولي من شأنها «أن توفر الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين، وأن تدعم نقل المسؤوليات الأمنية الداخلية للسلطة الفلسطينية، وأن تدعم بناء القدرات لصالح الدولة الفلسطينية وأن توفر الضمانات الأمنية لفلسطين وإسرائيل».
ويعترف حوالى ثلاثة أرباع الدول الـ193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين المعلنة في العام 1988.
لكن ثمة مخاوف متنامية من أن الحرب المدمرة المستمرة منذ سنتين تقريبا في قطاع غزة وتوسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، يقوضان قيام دولة فلسطينية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واضحا جدا بقوله «لن تكون هناك دولة فلسطينية»، فيما سبق لواشنطن حليفة تل أبيب الرئيسية أن أكدت أنها لن تسمح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالمجيء إلى واشنطن!!.
حل الدولتين
والشهر الماضي اعتبرت ألمانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية إحدى الخطوات الأخيرة على طريق حل الدولتين الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بسلام جنبا إلى جنب.
ويأتي هذا في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الكندي في نهاية يوليو/تموز الماضي أن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. كما يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام بذلك. وبرر كارني ذلك بأن التطلعات إلى حل الدولتين تتدهور بشكل متزايد.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انتقد الشهر الماضي قرار كندا بدعم دولة فلسطينية، ووصف وزير خارجيته ماركو روبيو قرار فرنسا بأنه متهور.
وأكد وقتها المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن ألمانيا لن تحذو هذا الحذو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحا أن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة لم تُغيّر شيئا في ذلك.
ويقوم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود على إقامة دولة فلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل
وسبق وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إسرائيل من تنفيذ أي هجوم أو محاولة لضمّ أراضي فلسطينية، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات لن تقف عقبة أمام