استشهاد مدير شرطة رفح السابق.. والاحتلال يواصل قصف منازل مأهولة

أكد مراسل العربي الجديد  من قطاع غزة استشهاد مدير شرطة رفح السابق العميد جاسر المشوخي في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس فجر اليوم السبت.

وأضاف أن الأوضاع الميدانية تتسارع بشكل دراماتيكي مع استمرار الغارات الإسرائيلية على منازل المواطنين، فمنذ فجر الجمعة استهدف الاحتلال 17 منزلا ومصلى ومدرسة في مناطق مختلفة من مدينة غزة مثل مخيم الشاطئ وحي الرمال وحي النصر ومنطقة الكرامة.

وأشار إلى أن كافة الخيام المحيطة بمواقع الاستهداف تتدمر بفعل القوة التدميرية الهائلة للضربات الإسرائيلية، لكن هناك منازل أخرى يتم استهدافها دون سابق إنذار أو تحذير مثلما حدث حين استهدف الاحتلال منزلا لعائلة السلطان في شارع أحمد ياسين ونتج عن هذا الاستهداف 14 شهيدا، ما يرفع شهداء غزة إلى 45 شهيدا من بين الـ70 شهيدا الذين ارتقوا في كافة مناطق القطاع.

وأضاف أن مخيم الشاطئ بات مكتظا بمئات الآلاف من النازحين بعد القصف الإسرائيلي المستمر على مدينة غزة.

كما استهدفت مدفعية الاحتلال فجر اليوم السبت المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة غزة وخاصة حيي الصبرة والزيتون، هذه الأوضاع الكارثية اللاإنسانية تجبر السكان على النزوح.

وقال إن المشكلة الكبرى هي أين ينزح هذا العدد الكبير من المواطنين مضيفا أن النزوح الأكبر سيكون للمناطق الغربية للمدينة وليس إلى جنوب وادي غزة كما يريد الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن النزوح إلى جنوب وادي غزة ضعيف ومحدود مقارنة بالنزوح للمناطق الغربية.  

دير البلح

وأفاد المراسل  من دير البلح بأن الغارات الإسرائيلية قد تكثفت بوتيرة كبيرة جدا خلال الساعات الأخيرة على المدينة، حيث قامت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرقي المحافظة بإطلاق عدد كبير من القذائف باتجاه منازل المواطنين حيث وصل عدد كبير من المصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى.

وتابع أن البوارج الحربية أطلقت النار بشكل مباشر باتجاه خيام النازحين غربي المحافظة الوسطى، كما تم استهداف منتظري المساعدات بالقرب من محور نتساريم جنوبي وادي غزة ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وعدد من المصابين الذين وصلوا إلى مستشفى العودة بالنصيرات.

وقال إن الاحتلال واصل عمليات النسف في خان يونس وفي مناطق قيزان أبو رشوان وقيزان النجار ومنطقة البطن السمين وبلدات خزاعة وعبسان الكبيرة  جميعها تتعرض لعمليات قصف ونسف، كما استهدف الاحتلال مجموعة من المواطنين في بلدة بني سهيلا شرقي المدنة، ولم تستطع الطواقم الطبية الوصول لهذه المنطقة لانتشال خمسة شهداء.

ليلة عنيفة 

وواجه الفلسطينيون في مدينة غزة ليلة صعبة بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي طالت أحياء سكنية ومبانٍ مأهولة بالنازحين.

استهداف المنازل

وقال مراسلنا إن الاحتلال استهدف منزلًا في شارع الثورة ما أدى إلى إصابات واندلاع حريق في المبنى ومحيطه، كما قصف الجيش الإٍسرائيلي مبنى آخر بمدينة غزة كان مقرًا لبنك القدس قبل أن يتحول إلى مأوى للنازحين.

وطالت الغارات منزلًا بجوار مستشفى الكرامة، إلى جانب قصف مخيم الشاطئ غربي المدينة.

وجاء ذلك بعد انعقاد الكابينت الإسرائيلي لمناقشة خطط التوغل البري في مدينة غزة وبحث تداعيات محاولة اغتيال قيادات من حركة حماس في الدوحة، فيما أعلنت إسرائيل نيتها السيطرة الكاملة على المدينة التي يقطنها نحو مليون شخص، ضمن ما تقول إنه جزء من خطتها للقضاء على الحركة.

وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، أنه شن 5 موجات من الغارات الجوية خلال الأسبوع الجاري، استهدف خلالها أكثر من 500 موقع، بينها مواقع مراقبة وقناصة ومبانٍ تحوي فتحات أنفاق ومستودعات أسلحة.

وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن نحو 10% من سكان المدينة غادروا منذ إعلان خطة السيطرة الإسرائيلية، بينما ما يزال معظم السكان في أماكنهم رغم القصف العنيف.

وفي واشنطن، يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب توترًا متزايدًا داخل إدارته بشأن مسار الحرب، مع تعثر جهود وقف إطلاق النار، فيما انتقدت الأمم المتحدة وحكومات عدة أوامر الإخلاء الإسرائيلية ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أدت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى استشهاد أكثر من 64 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، إلى جانب أزمة جوع أودت بحياة أكثر من 400 شخص، بينهم 142 طفلًا.

تدمير الأبراج السكنية

وفي إطار حملة تدمير الأبراج التي أطلقها قبل أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل «تكثيف وتيرة الغارات بشكل مركزّ بهدف ضرب البنى التحتية لحماس والحد من التهديد على قواتنا، كجزء من التحضيرات للمرحلة المقبلة من العملية».

وحذّرت الأمم المتحدة مرارا من كارثة في حال المضي قدما في خطة السيطرة على مدينة غزة التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية في أغسطس/آب.

ووفق الأمم المتحدة، يوجد في مدينة غزة ومحيطها نحو مليون شخص.

والجمعة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «في إطار الخطة لدفع سكان مدينة غزة جنوبا، وفي سياق الجهود لتكييف الاستجابة الإنسانية في جنوب قطاع غزة» باشر «بأعمال لتوسيع معبر 147 بهدف زيادة حجم المساحات التي تدخل إلى المنطقة الإنسانية».

وتندّد منظمات إنسانية كثيرة بمشروع تهجير سكان شمال القطاع مجددا إلى جنوبه.

وتبدو فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أبعد من أي وقت مضى بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعا لحماس في الدوحة الثلاثاء.