في الوقت الذي يترقب فيه السوريون انتخابات مجلس الشعب باعتبارها أول اختبار حقيقي لمستقبل الديمقراطية في البلاد، يأتي الغموض حول موعد انعقاد هذه الانتخابات بعد أن كانت مقررة هذا الأسبوع ليضع المزيد من التساؤلات حول هذا الغموض.
وهناك إجماع سواء داخل سوريا أو خارجها أن الانتخابات موضوعا معقدا وشائكا، ففي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، يترقب الكثيرون نتائجها التي قد تحمل في طياتها تغييرات جوهرية أو قد تكرس الوضع القائم.
حول الانتخابات التشريعية في سوريا تحدث لبرنامج «مدار الغد» كل من الكاتب والباحث السياسي، بسام السليمان، والكاتب والباحث السياسي، حافظ قرقوط.
وقال الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات في سوريا، نوار نجمة، أنه من المتوقع إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.
وأكد نجمة، أن طلبات الترشح لعضوية الهيئات الناخبة تخضع حالياً للدراسة تمهيداً لإقرار اللوائح النهائية بحسب وكالة «سانا».
وأوضح أنه سيُحدد جدول زمني دقيق لسير العملية الانتخابية فور الإعلان عن القوائم النهائية للهيئات الناخبة، متوقعا إجراء الانتخابات قبل نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.
وفي 20 أغسطس/ آب الماضي، أصدر الرئيس أحمد الشرع المرسوم رقم (143) لعام 2025، الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري.
وينتخب أعضاء مجلس الشعب الباقون عبر هيئات ناخبة تشكلها لجان فرعية تختارها لجنة الانتخابات العليا، بحسب مرسوم تشكيل هذه اللجنة التي تضطلع بمهمة تنظيم العملية الانتخابية، الذي اصدره الرئيس أحمد الشرع.
انتخابات البرلمان السوري في سطور
وأعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا في أغسطس/ آب الماضي أن أول انتخابات برلمانية في ظل الإدارة الجديدة، والمقرر إجراؤها قبل نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، لن تشمل محافظة السويداء في جنوب البلاد ومحافظتين أخريين لأسباب أمنية.
وتعهدت الحكومة السورية بتمثيل واسع وقالت إنها ستسمح للمراقبين الأجانب بمراقبة اللجان الانتخابية التي تشرف على التصويت.
وتدخلت إسرائيل بشن غارات جوية لمنع ما وصفتها بعمليات قتل جماعية للدروز على يد القوات الحكومية.
السويداء والحسكة والرقة
وقال عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب والمتحدث الإعلامي باسمها نوار نجمة للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) «حرصا على التمثيل العادل في مجلس الشعب للمحافظات السورية الثلاث (السويداء والحسكة والرقة)، ونظرا لما تشهده هذه المحافظات من تحديات أمنية، فإن اللجنة العليا قررت إرجاء العملية الانتخابية في المحافظات المذكورة لحين توفر الظروف المناسبة والبيئة الآمنة لإجرائها».
وأضاف «مخصصات هذه المحافظات الثلاث من المقاعد ستبقى محفوظة إلى حين إجراء الانتخابات فيها بأقرب وقت ممكن».
وتابع «تم تأجيل الانتخابات في هذه المحافظات، لكُونَ انتخابات مجلس الشعب مسألة سيادية ويجب أن تتم ضمن أراض تسيطر عليها الدولة، وتسيطر على دوائرها الرسمية بشكل كامل».
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على محافظتي الرقة والحسكة وسط علاقة متوترة مع السلطات الانتقالية رغم إبرامهما اتفاقا في 10 آذار/مارس حول دمج المؤسسات المدنية والعسكرية، لكن بنوده لم تطبق بعد بسبب خلافات بين الطرفين.
وسينتخب أعضاء مجلس الشعب عبر هيئات ناخبة تشكلها لجان فرعية تختارها لجنة الانتخابات العليا، بحسب مرسوم تشكيل هذه اللجنة التي تضطلع بمهمة تنظيم العملية الانتخابية، أصدره الشرع في يونيو/ حزيران الماضي.
ومنذ وصوله إلى السلطة عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، أعلن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع سلسلة خطوات لإدارة المرحلة الانتقالية، شملت حلا فوريا لمجلس الشعب السابق.