ناشطون في أسطول الصمود يشكون معاملتهم «كالحيوانات» في إسرائيل

قال ناشطون كانوا ضمن «أسطول الصمود العالمي» الذي اعترضته إسرائيل أثناء سعيه لكسر الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، إنهم تعرضوا للعنف وتمّت معاملتهم «كالحيوانات»، وذلك عقب وصولهم، اليوم السبت، إلى تركيا بعدما رحّلتهم إسرائيل.

وأبحر الأسطول المكّون من أكثر من 40 سفينة ومركبا الشهر الماضي في اتجاه غزة، على متنه ناشطون دوليون ومساعدات للقطاع الفلسطيني حيث تدهور الوضع الانساني جراء الحرب المتواصلة منذ عامين. الا أن القوات البحرية الاسرائيلية اعترضت الأسطول واحتجزت أكثر من 400 شخص كانوا على متنه، وبدأت ترحيلهم اعتبارا من الجمعة.

سفن عسكرية

وقال الناشط باولو رومانو لوكالة فرانس برس في مطار إسطنبول «اعترَضَنا عدد كبير من السفن العسكرية». أضاف «تمّ رشّ بعض قوارب (الأسطول) بالمياه. كل القوارب سيطر عليها أشخاص مدججون بالسلاح، وجرى سحبها إلى الشاطئ».

وتابع الإيطالي البالغ 29 عاما «أرغمونا على الركوع ووجوهنا إلى الأرض. وإذا تحركنا، كانوا يضربوننا. سخروا منا وأهانونا وضربونا… استخدموا العنف النفسي والجسدي».

وشارك في الأسطول سياسيون وناشطون بينهم السويدية غريتا تونبرغ.

وأوضح رومانو أن السلطات الإسرائيلية حاولت إرغام الناشطين على الاقرار بأنهم دخلوا البلاد بشكل غير نظامي.

أضاف «لكننا لم ندخل إسرائيل بشكل غير قانوني أبدا. كنا في المياه الدولية، ومن حقنا أن نكون هناك».

وأشار إلى أنهم بعد وصولهم إلى السواحل الإسرائيلية، تمّ نقلهم إلى السجن حيث احتجزوا بدون السماح لهم بالمغادرة، ولم تقدم اليهم المياه.

أضاف «كانوا يفتحون الباب خلال الليل ويصرخون علينا وهم يحملون بنادق لإخافتنا… عوملنا كالحيوانات».

«أسوأ تجربة»

بدورها، قالت الناشطة الماليزية إيليا بلقيس (28 عاما) إن اعتراض إسرائيل للأسطول كان «أسوأ تجربة».

أضافت «تمّ تقييدنا بالأصفاد (واليدين خلف الظهر)، لم نتمكن من المشي، أُجبر بعضنا على الاستلقاء ووجههم إلى الأرض، ثم حُرمنا الماء، وبعضنا حُرم الدواء».

ووصل الناشطون إلى إسطنبول على متن رحلة خاصة لشركة الخطوط الجوية التركية «توركيش إيرلاينز».

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، اليوم السبت، أنها رحَّلت إلى تركيا 137 ناشطا من «أسطول الصمود العالمي».

وقالت «تم ترحيل 137 محرضا إضافيا من أسطول حماس-الصمود اليوم إلى تركيا»، مضيفة أن «اسرائيل تسعى إلى تسريع وتيرة ترحيل جميع المحرضين». ولفتت إلى أن «بعض هؤلاء يعرقلون عمدا عملية الترحيل القانونية».

وأوضحت أن الأشخاص الذين رحلوا السبت مواطنون من الولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة وسويسرا والأردن والعديد من البلدان الأخرى.

وكانت إسرائيل رحّلت الجمعة أربعة إيطاليين شكّلوا الدفعة الأولى من بين مئات الناشطين الذين تمّ اعتقالهم.

وانتظر أقارب الناشطين الأتراك عودتهم في قاعة لكبار الشخصيات داخل مطار إسطنبول، ولوّحوا بأعلام تركية وفلسطينية ورددوا «إسرائيل قاتلة».

«عمل إرهابي»

ومن المقرر أن يخضع الناشطون الأتراك لفحوص طبية، على أن يمثلوا أمام المحكمة الأحد للإدلاء بشهاداتهم، بحسب ما أفاد محاموهم.

وكانت أنقرة دانت اعتراض إسرائيل للأسطول، متّهمة إسرائيل بارتكاب «عمل إرهابي». كما ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ«وحشية إسرائيل» بعد اعتراض السفن.

وأشاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالناشطين، واصفا إياهم على منصة إكس بأنهم «أفراد شجعان أعطوا صوتا لضمير الإنسانية».

وشدد على أن تركيا ستضمن إعادة جميع مواطنيها، من دون كشف عددهم الإجمالي.

بدوره، قال الصحفي الإيطالي لورنتسو داغوستينو الذي رافق الأسطول، إن من كانوا على متنه «تمّ خطفهم في المياه الدولية عندما كنا على بعد 55 ميلا (88 كيلومترا) من غزة».

أضاف «أمضينا يومين من الجحيم في السجن. نحن الآن في الخارج بفضل ضغط المجتمع الدولي الذي يدعم فلسطين»، مضيفا «أرجو حقا أن ينتهي هذا الوضع قريبا، لأن الطريقة التي تمّت معاملتنا بها كانت همجية».

من جهته، أكد الناشط الليبي مالك قطيط أنه سيكرّر المحاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني.

وأوضح «سأجمع مجموعتي، نتدبّر الدواء والمساعدة وسفينة، وسأكرر المحاولة».