من جانبه، قال بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، لقناة الغد إن «إسرائيل تخوض حربًا ضد الإنسانية»، موضحًا أن القدرة الاستيعابية لمستشفيات القطاع لا تتجاوز «20% من طاقتها السابقة»، وأن «3 مستشفيات حكومية فقط تعمل حاليًا».
وأشار زقوت إلى أن «نحو 25 ألف مريض بحاجة إلى العلاج خارج القطاع»، لافتًا إلى أن «1800 من الكوادر الطبية استشهدوا خلال حرب الإبادة».
أما عاطف الحوت، مدير مجمع ناصر الطبي في خان يونس، فقال للغد إن «الاحتلال نكّل بالكوادر الطبية واعتقل 54 منهم أثناء اجتياحه المجمع»، مضيفًا أن «الأطباء اضطروا في كثير من الحالات لإجراء العمليات دون تخدير».
وأوضح أن «الاحتلال يستهدف يوميًا المجمع بنيران طائرات كواد كابتر»، مشيرًا إلى أن «الأقسام الرئيسية في المستشفى تعرضت لأربع ضربات خلال عام 2024».
انهيار القطاع الصحي
وبعد مرور عامين على حرب الإبادة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، أن المنظومة الصحية في القطاع على وشك الانهيار الكامل من جراء الحرب الإسرائيلية، مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من الخدمات الطبية.
وقالت الوزارة في بيان اليوم إن 25 مستشفى من أصل 38 خرجت عن الخدمة بالكامل، فيما تعمل 13 مستشفى فقط بشكل جزئي وفي ظروف صعبة، كما دُمّر 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية من أصل 157، ولا يعمل سوى 54 مركزًا بشكل جزئي.
وأضاف البيان أن نقص الإمدادات الطبية وعرقلة وصولها الآمن فاقما الأزمة، إذ بلغت نسبة الأصناف الصفرية من الأدوية 55%، ومن المستهلكات الطبية 66%، ومن المستلزمات المخبرية 68%.
وأشار إلى أن نسبة إشغال أسرّة المستشفيات ارتفعت إلى 225% حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي مقارنة بـ82% في الفترة نفسها من العام الماضي، واصفًا الوضع بأنه «كارثي» في ظل تزايد أعداد الجرحى والحالات الحرجة.
كما أكد البيان أن الاستهداف المباشر للمؤسسات الصحية أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، حيث دُمّرت 25 محطة توليد أكسجين من أصل 35، و61 مولدًا كهربائيًا من أصل 110.
وأوضحت الوزارة أن عدد الشهداء من الطواقم الطبية بلغ 1701 شهيدًا، فيما اعتُقل 362 من الكوادر الصحية في ظروف قسرية وصفتها بأنها «مخالفة لكل القوانين الإنسانية والدولية».
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير مساحات واسعة من القطاع الساحلي. وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، مستندة إلى حجم عمليات القتل كدليل رئيسي على استنتاجها، فيما وصفت إسرائيل التقرير بأنه «منحاز ومخزٍ».
وأظهر تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة أن نحو 193 ألف مبنى في غزة تعرضت للدمار أو الأضرار، من بينها 213 مستشفى و1029 مدرسة.
كما أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء مستوى الدمار في مدينة غزة، محذّرة من أن أي عمل متعمّد لنقل السكان سيكون «تطهيرًا عرقيًا».