من أصل فلسطيني.. من هو عمر ياغي الحائز على نوبل في الكيمياء؟

أثار إعلان فوز عالم الكيمياء عمر ياغي، بجائزة نوبل في الكيمياء، تفاعلا واسعا في العالم العربي، حيث تصدّر اسمه منصات التواصل ووسائل الإعلام بوصفه أحد أبرز العلماء ذوي الأصول العربية الذين تركوا بصمة عالمية في مجالهم. 

وفاز ياغي الذي يحمل الجنسية الأميركية والياباني سوسومو كيتاغاوا والبريطاني المولد ريتشارد روبسون بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 لتطويرهم ما يُسمى بالهياكل الفلزية العضوية، على ما أعلنت لجنة نوبل، اليوم الأربعاء.

نشأته العربية 

ولد عمر ياغي الذي عام 1965 في العاصمة الأردنية عمّان، لأسرة أصولها فلسطينية، كما حصل على الجنسية السعودية عام 2021.

وكانت عائلته قد غادرت مدينة يافا إثر نكبة عام 1948. وقضى طفولته في ظروف معيشية صعبة.

عند بلوغه الخامسة عشرة، انتقل إلى الولايات المتحدة، وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990.

وفي منتصف التسعينيات، أطلق ياغي ثورة علمية في مجال الكيمياء بتأسيس ما بات يُعرف بـ«الكيمياء الشبكية»، وهو فرع متخصص في تصميم مواد بلورية ذات هياكل منتظمة ومسامية نانوية دقيقة يمكن ضبطها والتحكم بها بشكل منهجي.

من بين أبرز إسهاماته تطوير الأطر المعدنية العضوية، والهياكل العضوية التساهمية. وتُستخدم في امتصاص الغازات أو استخلاص الرطوبة من الهواء، في مجالات الطاقة والمياه والبيئة.

إسهامات علمية 

وحصل ياغي على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي في أوربانا-شامبين بالولايات المتحدة الأميركية، وكان زميلًا لما بعد الدكتوراه في مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) بجامعة هارفارد.

وياغي المدير المؤسس لمعهد بيركلي للعلوم العالمي، الذي تتمثل مهمته في بناء مراكز بحثية في الدول النامية وتوفير فرص للباحثين الشباب للاكتشاف والتعلم. 

وهو أيضا المدير المشارك لمعهد كافلي لعلوم الطاقة النانوية، الذي يركز على العلوم الأساسية لتحويل الطاقة على المستوى الجزيئي، وتحالف أبحاث كاليفورنيا الذي يدعم الابتكارات المشتركة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، بالإضافة إلى معهد باكار للمواد الرقمية للكوكب.

ويعد ياغي عضوا منتخبا في الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة وكذلك في الأكاديمية الوطنية للعلوم في ألمانيا ليوبولدينا. 

جوائز رفيعة 

وتم تكريمه بجوائز رفيعة، بما في ذلك ميدالية ساكوني من الجمعية الكيميائية الإيطالية (2004)، وميدالية جمعية أبحاث المواد (2007)، وجائزة الجمعية الكيميائية الأميركية في كيمياء المواد (2009)، وجائزة المئوية للجمعية الملكية للكيمياء (2010).

كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم (2015)، وجائزة ألبرت أينشتاين العالمية للعلوم (2017)، وجائزة وولف في الكيمياء (2018)، وجائزة إيني للتميز في الطاقة (2018)، وجائزة غريغوري أمينوف من الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم (2019)، وميدالية فيلهلم إكسنر (2023)، وجائزة سولفاي (2024)، وجائزة تانغ (2024)، وجائزة بلزان (2024).

وفاز ياغي أيضا بجائزة (نوابغ العرب) لعام 2024، وذلك عن فئة العلوم الطبيعية، حيث تم تكريمه تقديراً لإسهاماته البارزة في مجال الكيمياء الشبكية. تمثل هذه الجائزة اعترافاً دولياً بجهوده المتواصلة في تعزيز المعرفة والابتكار في مجاله.

وتعليقا على فوز ياغي بجائزة نوبل، قال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «إننا قبل عام كرمنا البروفيسور عمر ياغي ضمن جائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية».

وأضاف «اليوم نبارك له فوزه بجائزة نوبل للكيمياء نبارك للبروفيسور عمر، وقبل ذلك نبارك للعالم العربي هذه العقول التي نفاخر بها الأمم».

وتابع «الأمة العربية مليئة بالنوابغ، وغنية بالعقول، ورسالتنا هي إعادة الثقة بأنفسنا... هذه هي رسالتنا في جائزة نوابغ العرب وفي جميع مشاريعنا الإنسانية والحضارية والمعرفية».

قيمة الجائزة 

وتُمنح هذه الجائزة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، ويتقاسم الفائزون بها 11 مليون كرونة سويدية (1.2 مليون دولار أميركي)، بالإضافة إلى اكتساب شهرة واسعة بفوزهم بأعرق جائزة علمية في العالم.

وقال هاينر لينكه، رئيس لجنة نوبل للكيمياء، في مؤتمر صحفي «لقد وجدوا طرقا لابتكار مواد، مواد جديدة بالكامل، تحتوي على تجاويف كبيرة في داخلها يمكن تشبيهها بغرف في فندق، بحيث تستطيع الجزيئات الضيفة الدخول إلى المادة والخروج منها أيضا».

وأضاف «يمكن لكمية صغيرة من مثل هذه المادة أن تكون أشبه بحقيبة هرميون في (رواية وفيلم) هاري بوتر؛ فهي قادرة على تخزين كميات هائلة من الغاز في حجم ضئيل».

وعمل الفائزون الثلاثة على ابتكار تراكيب جزيئية ذات فراغات واسعة تسمح بتدفق الغازات ومواد كيميائية أخرى عبرها، ويمكن توظيفها لاستخلاص الماء من هواء الصحراء واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزين الغازات السامة.