قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، الخميس، الموافق 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لن تشمل القيادي البارز في حركة «فتح» مروان البرغوثي.
وصرّحت المتحدثة شوش بدرسيان، في مؤتمر صحفي، بأن «البرغوثي في هذه المرحلة لن يكون جزءًا من هذا التبادل»، وذلك ردًا على سؤال حول مصيره.
وكانت مصادر قريبة من المفاوضات قد ذكرت في وقت سابق أن حركة «حماس» تطالب بإدراج البرغوثي ضمن قائمة الألفي معتقل فلسطيني الذين ستفرج عنهم إسرائيل في المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.
وأفادت مراسلة «الغد» من تل أبيب بأن وفدًا مهنيًا إسرائيليًا وصل إلى مدينة شرم الشيخ المصرية لاستئناف المحادثات الخاصة بحسم قوائم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وأضافت المراسلة أن إسرائيل تستعد لإطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب المحكوميات العالية، مشيرةً إلى أن الإعلام العبري ذكر أن بين المرشحين للإفراج أحمد سعدات، ومروان البرغوثي، وشخصين آخرين من حركة «حماس».
وأعلنت إسرائيل، الخميس، أن جميع الأطراف المعنية وقّعت على المسودة النهائية للاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في مصر.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان للصحافيين: «تم توقيع المسودة النهائية للمرحلة الأولى هذا الصباح في مصر من جميع الأطراف، لإطلاق سراح جميع الرهائن» المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن صفقة تبادل محتملة تشمل الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا، إلى جانب 1700 معتقل من قطاع غزة لم يشاركوا في عمليات 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى 22 قاصرًا من غزة.
وتتضمن الصفقة أيضًا الإفراج عن 360 جثمانًا لفلسطينيين تحتجزهم إسرائيل. وأشارت القناة إلى أن الأسرى المدانين بالقتل، أو بتصنيع أسلحة استُخدمت في عمليات قتل، أو المتورطين تنظيمًا أو إرسالًا في تنفيذ عمليات قاتلة، سيتم الإفراج عنهم فقط إلى قطاع غزة أو إلى الخارج، مع فرض حظر دائم على دخولهم إلى إسرائيل أو الضفة الغربية.
ويستعد العالم خلال الساعات القادمة لانطلاق تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأفاد مراسلنا بأنه فور توقيع الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، اليوم الخميس، سيتم نشر قوائم الأسرى والمحتجزين، وخريطة الانسحاب الإسرائيلي في المرحلة الأولى.
ووفقاً للاتفاق سيتم غداً الجمعة، بدء الانسحاب الميداني من غزة.
عملية التبادل
وأعلنت حركة حماس، اليوم الخميس، أن المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح 2000 أسير مقابل 20 محتجزا، وتجرى عملية التبادل بإشراف مصري قطري تركي أميركي.
وأفادت القناة 13 بأنه حتى هذه اللحظات لا تزال تجرى في شرم الشيخ مناقشات بشأن هويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم.
وبحسب القناة الإسرائيلية فإن وفد تل أبيب ينتظر القائمة النهائية، وبعد استلامها سيعود إلى البلاد تمهيدًا لاجتماع الحكومة هذا المساء.
وقال مراسل الغد إن اتفاق شرم الشيخ ينص على إفراج الاحتلال عن 250 فلسطينياً من أصحاب المؤبدات و1700 من أسرى القطاع.
وذكرت القناة 13 أنه بالنسبة لإطلاق سراح المحتجزين الأحياء لم يُحدد بعد توقيت الإفراج بدقة، ولكن مع لحظة انسحاب إسرائيل إلى الخط الأصفر سيبدأ احتساب 72 ساعة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عملية التسليم قد تحدث إما الأحد أو الإثنين، على أن تنفذ دفعة واحدة، بينما توقعت أيضا أن الصعوبات اللوجستية قد تفرض إجراءات على أكثر من مرحلة.
بروتوكول للمحتجزين
وأفادت القناة 13 بأنه في الساعات الأخيرة أرسلت إسرائيل إلى حماس بروتوكولًا صاغه خبراء يوضح كيفية التعامل مع المحتجزين في هذه الأيام التي تسبق عودتهم، خصوصًا فيما يتعلق بعناصر التغذية الخاصة بهم.
ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى إنه من المرجح أن إعادة جثامين المحتجزين ستستغرق أكثر من 72 ساعة، وفي تفاصيل الاتفاق تقرر تشكيل قوة مشتركة دولية ستحاول تحديد مواقع الجثامين الذين لم تعثر عليهم حماس، ستشمل القوة إسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة، وربما أيضاً تركيا.
وأوضح المسؤول أن هدف القوة هو الوصول إلى نقاط ترد بشأنها معلومات استخباراتية تفيد بأن الجثامين متواجدون هناك والعمل على العثور عليهم.
وفي الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء استعداداته الميدانية لإعادة الانتشار في غزة تمهيدا لتنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى وضع خطة للانتقال إلى «خطوط انتشار معدلة».
معايير الاتفاق
بدورها، أعلنت حركة حماس أنها سلمت قوائم الأسرى الفلسطينيين ضمن المعايير المتفق عليها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار على غزة، كما أكدت الحركة أنها تنتظر الاتفاق النهائي على الأسماء، تمهيدًا لإعلانها عبر مكتب إعلام الأسرى.
وكانت حركة حماس أعربت عن تقديرها العالي لجهود الوسطاء من قطر ومصر وتركيا، مثمنة الجهود التي بذلها الرئيس ترمب في سبيل إنهاء الحرب والوصول إلى اتفاق شامل يضمن انسحاب الاحتلال بشكل كامل من غزة.
وأطلقت أخبار الاتفاق احتفالات في إسرائيل وغزة وخارجها، حيث أطلقت عائلات المحتجزين الألعاب النارية، بينما صفق الفلسطينيون وهللوا على أمل انتهاء إراقة الدماء.
ويقول مسؤولو حماس إن الأمر سيستغرق وقتا أطول لانتشال رفات المحتجزين القتلى، ويُعتقد أن عددهم حوالي 28 محتجزا، من تحت الأنقاض في غزة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطته للسلام. وقال إنه بموجب الاتفاق سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين قريبًا جدًا، وسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم.
وجاء الاتفاق بعد يوم واحد فقط من الذكرى الثانية لبدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتُعدّ المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر بمثابة الاختراق الأبرز نحو إنهاء الحرب، التي توسّع نطاقها ليشمل أطرافاً إقليمية كإيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل الدولية.