قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن العقوبات الأميركية الجديدة على شركات النفط الروسية هي محاولة للضغط على بلاده، مضيفًا أنها لن تؤثر على الاقتصاد الروسي.
ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» الرسمية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن «روسيا والسعودية تبيعان نفطًا أكثر مما تستهلكان، بخلاف الولايات المتحدة الأميركية».
وذكر بوتين: «إيجاد بديل للنفط الروسي في السوق العالمية سيحتاج وقتًا، لا سيما وأن إسهام روسيا في توازن الطاقة عالميًا مهم للغاية»، مؤكدًا أن أي تراجع حاد في حجم النفط الروسي في السوق سيؤدي إلى زيادات في الأسعار.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال الرئيس الروسي إن رد موسكو على أي هجمات في العمق الروسي سيكون جادًا للغاية وساحقًا، مضيفًا: «روسيا لن ترضخ أبدًا للضغوط الخارجية».
كما أكد بوتين رغبة موسكو في مواصلة الحوار للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي ما يخصّ القمة المرتقبة مع ترمب، قال بوتين: «أكثر الترجيحات أن الرئيس الأميركي هو من رغب في تأجيل القمة».
تعليق مشتريات النفط الروسي
وفي تطور جديد على صعيد العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا، علّقت كبرى شركات النفط الحكومية الصينية، بينها بتروتشاينا وسينوبك، مؤقتًا مشترياتها من النفط الروسي المنقول بحراً، عقب إدراج شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" الروسيتين على قائمة العقوبات الأميركية والبريطانية. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تتهيأ مصافي التكرير الهندية أيضًا لتقليص وارداتها من النفط الروسي، ما يعمق الضغوط على عائدات موسكو ويزيد من اضطراب سوق الطاقة العالمية.
تشير التقديرات إلى أن الشركات الحكومية الصينية كانت تشتري ما بين 250 إلى 500 ألف برميل يوميًا من النفط الروسي خلال الأشهر الماضية، بينما تواصل المصافي المستقلة، المعروفة بـ"أباريق الشاي"، استيراد كميات أكبر رغم التحديات. وذكرت مصادر تجارية أن الذراع التجارية لشركة سينوبك، "يونيبك"، أوقفت الشراء الأسبوع الماضي، فيما تحجم الشركات عن التعليق رسميًا حتى الآن.
يتزامن هذا مع انخفاض ملحوظ في أسعار النفط الروسي في الأسواق، إذ تراجعت علاوة خام شرق سيبيريا إلى دولار واحد فقط للبرميل فوق خام برنت. وبالرغم من أن الصين تستورد نحو 900 ألف برميل يوميًا عبر خطوط الأنابيب الروسية، فإن هذه الكميات، المخصصة لبتروتشاينا، من المرجح ألا تتأثر بالعقوبات.
في المقابل، تتمسك بكين بموقفها الرافض للعقوبات، إذ شددت سفارتها في واشنطن على رفضها لأي ضغوط أحادية الجانب، مؤكدة أن التعاون الصيني الروسي قانوني ولا يضر بمصالح أي طرف ثالث. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن أن الهند تعهدت بوقف وارداتها النفطية من روسيا، فيما تسعى واشنطن لحشد موقف مماثل من الصين لزيادة الضغط على موسكو.
هذا التوتر في أسواق الطاقة ترافق مع ارتفاع في أسعار النفط الأسبوع الماضي، وسط توقعات بتحول الصين والهند نحو مصادر بديلة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع إضافي في أسعار النفط غير الخاضع للعقوبات، في وقت تحذر فيه وكالة الطاقة الدولية من احتمال تخمة في المعروض العام المقبل.
المصدر
رويترز