نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر قولها إن هناك مداولات داخل البيت الأبيض بشأن تنفيذ ضربات محتملة على أهداف في فنزويلا.
بحسب مصادر للصحيفة، فقد أفاد أشخاص مطلعون على مداولات إدارة ترمب بشأن فنزويلا أن الأهداف الأولية قد تكون منشآت مرتبطة بالمخدرات، بما في ذلك منشآت إنتاج أو تخزين تستخدمها عصابات المخدرات الكولومبية التي تنقل الكوكايين عبر فنزويلا.
وقد زودت وكالات التجسس الأميركية الجيش بمعلومات استخباراتية حول مواقع هذه المنشآت في كل من فنزويلا وكولومبيا.
لكن المسؤولين العسكريين الأميركيين وضعوا مجموعة من خيارات الاستهداف أمام ترمب، بما في ذلك الوحدات العسكرية الفنزويلية التي تزعم واشنطن أنها على صلة لتجارة المخدرات.
رفض أميركي
وعقب إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تصاعدت الخلافات الداخلية.
ويشير معظم الأميركيين إلى أنهم لا يرغبون في أي عمل عسكري أميركي ضد فنزويلا.
كما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي بي إس نيوز بالتعاون مع مؤسسة يوغوف مؤخراً أن 70% من الأميركيين يعارضون أي تدخل عسكري.
وفي سياق متصل، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، تعليقا على دعوة ترمب لاعتبار المجال الجوي الفنزويلي والمناطق المحيطة به مجالا مغلقا، إن «الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يسيطر منذ أكثر من عقد على دولة مخدرات تسمم الولايات المتحدة، وأقام تحالفات مع منظمات إرهابية دولية مثل حزب الله».
واعتبر غراهام أن مادورو «زعيما غير شرعي متهم بالاتجار بالمخدرات في المحاكم الأميركية، ويُبقي على سيطرته على فنزويلا عبر عهد من الإرهاب».
وقال عضو مجلس النواب الأميركي مات فالون إن خصوم الولايات المتحدة حققوا في السنوات الأخيرة مكاسب كبيرة في القدرات الصاروخية، مضيفا أن التهديدات التي تواجه الوطن باتت تلوح في الأفق.
وأشار إلى أن نظام الدفاع الصاروخي (القبة الذهبية) للرئيس ترمب هو ما تحتاجه الولايات المتحدة لرفع الوضع الراهن وضمان الأمن لسنوات قادمة.
وقال مسؤول أميركي تحدث لواشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الطائرات العسكرية الأميركية تقوم بالفعل بدوريات «بشكل شبه دائم» في المجال الجوي الدولي بالقرب من فنزويلا كجزء من الوجود المتزايد وعمليات مكافحة المخدرات.
انتشار عسكري
وبحسب صحيفة واشنطن بوست لم يستجب البيت الأبيض على الفور لطلب توضيح سبب تحذير ترمب للطائرات من التحليق فوق فنزويلا أو الوضع العسكري الأميركي الحالي في المنطقة.
يأتي ذلك في وقت كثفت فيه الإدارة الأميركية الضغط على فنزويلا من خلال نشر قوة كبيرة في البحر الكاريبي، لا سيما أكبر حاملة طائرات في العالم.
وتؤكد واشنطن أن الهدف من الانتشار العسكري هو الحد من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، لكن كاراكاس ترى أنه يرمي إلى إطاحة مادورو والاستيلاء على نفط فنزويلا.
ونفّذت القوات الأميركية ضربات ضد أكثر من 20 سفينة قالت إنها تشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ منذ بداية سبتمبر، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا.
وتتصاعد التوترات الإقليمية نتيجة حملة القصف والحشد العسكري المصاحب لها.
وكانت سلطات الطيران الأميركية حثّت الأسبوع الماضي الطائرات المدنية العاملة في المجال الجوي الفنزويلي على «توخي الحذر» بسبب «تدهور الوضع الأمني وزيادة النشاط العسكري في فنزويلا أو حولها».
ودفع ذلك التحذير ست شركات طيران مسؤولة عن معظم الحركة الجوية في أميركا الجنوبية إلى تعليق رحلاتها إلى فنزويلا.
وأثارت الخطوة غضب كاراكاس ودفعتها إلى سحب تراخيص عديد من الشركات بسبب «مشاركتها في أعمال إرهاب الدولة التي تروج لها حكومة الولايات المتحدة بتعليق عملياتها الجوية التجارية من جانب واحد».
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، يوم الجمعة، أن ترمب ومادورو تحدثا هاتفيا الأسبوع الماضي وناقشا اجتماعا محتملا في الولايات المتحدة.
