يسافر البابا ليو بابا الفاتيكان إلى لبنان اليوم الأحد، حيث من المتوقع أن يوجه نداء من أجل السلام في بلد يشكل هدفا مستمرا للاعتداءات الجوية الإسرائيلية، وذلك في المحطة الثانية والأخيرة من جولته الخارجية الأولى كزعيم للكنيسة الكاثوليكية.
وسيصل أول بابا أمريكي قادما من تركيا بعد زيارة مدتها أربعة أيام حذر خلالها من أن مستقبل البشرية في خطر بسبب العدد غير العادي من الصراعات الدامية في العالم، وندد بالعنف باسم الدين.
ومن المقرر أن تهبط طائرة البابا ليو في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في الساعة 3:45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13.45 بتوقيت غرينتش)، ثم سيلتقي مع الرئيس ورئيس الوزراء ويلقي كلمة أمام القيادات الوطنية، وهي الكلمة الثانية للبابا أمام حكومة أجنبية.
وعصفت بلبنان، الذي يضم أكبر نسبة من المسيحيين في الشرق الأوسط، تداعيات الصراع في غزة، إذ خاضت إسرائيل وحزب الله اللبناني حربا بلغت ذروتها بهجمات إسرائيلية مدمرة.
ويشعر القادة في لبنان، الذي يستضيف مليون لاجئ سوري وفلسطيني ويكافح أيضا للتعافي من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، بالقلق من أن تصعد إسرائيل ضرباتها بشكل كبير في الأشهر المقبلة.
حزب الله يدعو البابا لرفض «العدوان الإسرائيلي»
وأمس السبت، دعا حزب الله، البابا ليو الرابع عشر، إلى رفض «الظلم والعدوان» الإسرائيلي ضد لبنان، في رسالة وجّهها إلى الحبر الأعظم.
وخرج حزب الله منهكا بعد أكثر من شهرين من حرب مفتوحة مع إسرائيل أعقبت عاما كاملا من تبادل لإطلاق النار عبر الحدود، بعدما فتح الحزب «جبهة إسناد» من جنوب لبنان تضامنا مع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكان مفترضا أن يضع اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 حدا للحرب، لكن إسرائيل واصلت تنفيذ ضربات منتظمة داخل لبنان، مؤكدة أنها تستهدف مواقع وعناصر للحزب، كما أبقت قواتها في خمسة مواقع تعتبرها نقاطا استراتيجية في الجنوب وبدأت بتحصينها.
وبين ضغوط أميركية كبيرة ومخاوف من توسّع الهجمات الإسرائيلية، تعهّدت الحكومة اللبنانية بالمضي في خطّة لتجريد حزب الله من سلاحه، وهي خطوة أعلن الأخير رفضها.
وجاء في رسالة حزب الله إلى البابا، المنشورة السبت عبر منصاته على مواقع التواصل «إننا في حزب الله ننتهز فرصة زيارتكم الميمونة إلى بلدنا لبنان.. لنؤكد، من جهتنا، تمسّكنا بالعيش الواحد المشترك».
وأكد الحزب تمسّكه «بالوقوف مع جيشنا وشعبنا لمواجهة أيّ عدوان أو احتلال لأرضنا وبلدنا»، معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل في لبنان «هو عدوان متماد مرفوض ومُدان».
«رفض العدوان»
وختم الحزب رسالته بالقول «نعوّل على مواقف قداستكم في رفض الظلم والعدوان اللذين يتعرَض لهما وطننا لبنان على أيدي الصهاينة الغزاة وداعميهم».
وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، رحّب بزيارة البابا للبنان، وقال إنه كلّف اعضاء في الحزب تسليم رسالة إلى الحبر الأعظم.
وتطرق قاسم في كلمته إلى المخاوف من اندلاع حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل، مكررا التزام الحزب باتفاق وقف اطلاق النار، وداعيا إلى بذل جهود لوضع حد للضربات الإسرائيلية المستمرة رغم الاتفاق.
