أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدّم لرئيس الدولة طلب عفو عنه في جرائم الفساد التي يحاكم بها، وقد نُقل الطلب إلى الدائرة القانونية في مكتب الرئيس عبر محاميه عميمت حداد.
وفقاً للإجراءات، يجري تحويل الطلب إلى قسم العفو في وزارة العدل، الذي سيجمع أيضاً الآراء القانونية ذات الصلة من الجهات المختلفة في الوزارة، وبعد ذلك تُنقل هذه الآراء إلى المستشارة القانونية لمكتب الرئيس وفريقها لإعداد رأي إضافي لعرضه على رئيس الدولة.
ويشير مكتب الرئيس إلى أن الحديث يدور عن طلب عفو استثنائي وله تبعات كبيرة. وبعد استلام جميع الآراء، سيفحصه رئيس الدولة بمسؤولية وجدية.
وأفاد مكتب الرئيس الإسرائيلي إلى أن الطلب يشمل وثيقتين، تتضمن الأولى رسالة مفصلة موقّعة من محامي رئيس الوزراء، ورسالة موقّعة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب إرسال الطلب للرئيس الإسرائيلي « رغم اهتمامي الشخصي بإجراء المحاكمة وإثبات براءتي حتى تبرئتي بالكامل، أعتقد أن المصلحة العامة تقتضي خلاف ذلك. وانطلاقًا من مسؤوليتي العامة كرئيس للوزراء في السعي لتحقيق المصالحة بين فئات الشعب، لا أشك في أن انتهاء المحاكمة سيساهم في تخفيف حدة الجدل الدائر حولها».
بن غفير يؤيد طلب العفو
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير «أعتقد أن رئيس الوزراء يستحق تبرئة كاملة وتطهيرًا من الفساد في النيابة العامة، إلا أنني، انطلاقًا من مسؤوليتي الوطنية، أؤيد طلب العفو».
غولان: المذنبون من يطلبون العفو
وقال رئيس الحزب الديمقراطي، يائير غولان: «المذنبون فقط هم من يطلبون العفو. بعد ثماني سنوات من المحاكمة، وبينما لم تُحل القضايا المرفوعة ضده، يطلب نتنياهو العفو».
وأضاف «صفقة التبادل الوحيدة المطروحة هي أن يتحمل نتنياهو المسؤولية، ويعترف بالذنب، ويترك السياسة، ويُحرر الشعب والدولة - بهذه الطريقة فقط تتحقق الوحدة بين الشعب».
ترمب يتدخل للعفو عن نتنياهو
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بعث الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، برسالة إلى نظيره الإسرائيلي، دعاه فيها إلى النظر في منح عفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات في قضايا فساد.
ووفقا للقانون الإسرائيلي، فإن منح العفو في أثناء المحاكمة هو أمر استثنائي، ويحق لرئيس الدولة العفو عن شخص بعد إدانته.
وهرتسوغ هو الشخص الوحيد المخول بمنح عفو لنتنياهو، ووفقا للقناة 12 فإن رسالة ترمب نُشرت في أثناء إدلاء نتنياهو بشهادته في محاكمته.
وجاء في رسالة ترمب: «يشرفني أن أخاطبكم في هذه الأوقات التاريخية، وخاصةً بعد أن نجحنا معًا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.. وأشكركم مجددًا، وجميع الإسرائيليين، على كرم ضيافتكم، وأتحدث إليكم بشأن قضية مهمة تناولتها في الكنيست».
أضاف الرئيس الأميركي: «لقد مرّت إسرائيل والشعب اليهودي بأوقات عصيبة خلال السنوات الثلاث الماضية، لذا أدعوكم إلى العفو الكامل عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أثبت صموده خلال الحرب، يقود نتنياهو إسرائيل حاليًّا إلى عصر السلام، ويعمل معي ومع قادة مهمين آخرين في الشرق الأوسط لمواصلة تغيير العالم من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية، لقد وقف رئيس الوزراء نتنياهو بفخرٍ إلى جانب إسرائيل في مواجهة صعوبات جمة وآفاق قاتمة، ولا شك أن اهتمامه لا ينقطع».
