في إطار التعيينات التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأجهزة الأمنية وتضم مقربين منه، أعلن نتنياهو اليوم تعيين رئيسا جديدا لجهاز الاستخبارات (الموساد)، كان يعمل سكرتيرا عسكريا بمكتبه.
يأتي هذا بعد تعيين اللواء ديفيد زيني، أحد المقربين من نتنياهو، رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، في سبتمبر/أيلول السابق، في خطوة أثارت انتقادات حادة داخل إسرائيل.
السكرتير العسكري
وبحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلية، اليوم الخميس، فقد قرر نتنياهو تعيين سكرتيره العسكري، اللواء رومان غوفمان، رئيسًا لجهاز الموساد.
وأوضح البيان أن القرار جاء بعد أن أجرى رئيس الوزراء مقابلات مع مرشحين مختلفين، ليقرر تعيين غوفمان، في منصب رئيس جهاز الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة لإسرائيل.
وأشار البيان إلى أن غوفمان سيتولى مهامه بعد انتهاء ولاية رئيس الموساد الحالي، دافيد برنياع، في شهر يونيو/حزيران 2026.
ولفت بيان رئيس الحكومة إلى أنه سيتم اليوم عرض طلب نتنياهو بخصوص تعيين غوفمان أمام اللجنة الاستشارية للتعيينات للمناصب العليا.
وبحسب البيان، فقد شغل غوفمان العديد من المناصب العملياتية والقيادية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك، كونه جنديا ثم قائدا في سلاح المدرعات، وقائد كتيبة 75 في اللواء 7، وضابط العمليات في لواء 36، وقائد لواء عتسيون، وقائد لواء 7، وقائد فرقة 210، وقائد المركز الوطني للتدريبات البرية، ورئيس مكتب العمليات الحكومية في المناطق، ومنصبه الحالي السكرتير العسكري لرئيس الوزراء.
وقال بيان نتنياهو «اللواء رومان غوفمان هو ضابط متعدد الصلاحيات، وقد أثبت تعيينه سكرتيرًا عسكريًا لرئيس الوزراء في خضم حرب النهضة أنه يمتلك قدرات مهنية استثنائية، بدءًا من استلامه السريع للمنصب وصولًا إلى مشاركته الفورية والهامة في سبع ساحات خلال الحرب، وكان اللواء غوفمان على تواصل مستمر مع جميع أجهزة الاستخبارات، وخاصة مع جهاز الموساد». على حد وصف البيان.
وأكد بيان نتنياهو أن «غوفمان هو المرشح الأنسب والأكثر أهلية لتولي منصب رئيس جهاز الموساد».
وعلى الفور، أظهر وزارء اليمين المتطرف بحكومة نتنياهو دعمهم القرار، إذ رحب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بقرار بتعيين سكرتير نتنياهو العسكري رئيسًا لجهاز الموساد.
كذلك، هنأ وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، نتنياهو على قراره بتعيين غوفمان رئيسا لجهاز الموساد.
وقال إن «غوفمان ضابط متعدد الصلاحيات، مقاتل حقيقي يشارك في المواجهات، وقائد ذو خبرة عملياتية واستخبارية غنية من الصف الأول في الجيش الإسرائيلي».
«بدون خبرة»
وأثار القرار انتقادات بين أوساط إسرائيلية، وأيضا قلق، خاصة لنقص خبرات رئيس الموساد الجديد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إنه عقب قرار نتنياهو اندلعت انتقادات كبيرة داخل الموساد وبين مسؤولين سابقين بالجهاز، لنقص خبرة غوفمان «الاستخباراتية والإدارية التنظيمية».
ولفتت القناة 13 الإسرائيلية بوجود تقديرات حول «موجة استقالات محتملة» داخل الموساد عقب تعيين غوفمان رئيسا جديدا للجهاز.
في السياق، استعرضت إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل) حول نقاط مثيرة للجدل عن غوفمان، مشيرة إلى أنه أثناء قيادته للفرقة 210 في مرتفعات الجولان، تورط غوفمان في قضية مثيرة للجدل إلى حد ما، عندما استخدم فتى قاصر بالغ من العمر 17 عامًا، في مهام استخباراتية.
وأشارت إلى أنه حين تم اعتقال الفتى من قبل جهاز الأمن العام والشرطة، أنكر غوفمان معرفته به أو بعمره. وقبل أشهر قليلة، تقدمت النيابة العسكرية بطلب فتح تحقيق جنائي ضد غوفمان.
ولفتت (غالي تساهل) إلى أن غوفمان كان أعلى ضابط أصيب في غلاف غزة خلال معارك السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واحتاج إلى فترة إعادة تأهيل طويلة وبسبب إصابته، وأنهى منصبه في الجيش وانتقل إلى منصب نائب رئيس تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، قبل أن يعين سكرتيرًا عسكريًا لنتنياهو.
وفي أبريل/نيسان 2024 كتب غوفمان وثيقة عبر فيها عن دعمه للحكم العسكري في قطاع غزة وأثارت جدلًا لأنها لم تتوافق مع موقف الجيش وأوضح المتحدث باسم الجيش حينها أن الوثيقة كتبت برأيه الشخصي فقط ولا تمثل موقف الجيش الرسمي.
