أصدر مفوض الأمم المتحدة السامي، فولكر تورك، تحذيرا جديدا صارخا، اليوم الخميس، بشأن السودان، قائلا إنه يخشى من حدوث «موجة جديدة من الأعمال الوحشية» وسط زيادة في القتال الضاري في منطقة كردفان.
وحث تورك «كل الدول ذات التأثير على الأطراف بالتحرك الفوري لوقف القتال ووقف تدفق الأسلحة التي تؤجج الصراع».
وتحول القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي يحارب منذ أكثر من عامين إلى منطقة كردفان الغنية بالنفط بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة الفاشر في دارفور.
أسوأ أزمة إنسانية
وقالت الأمم المتحدة، إن الصراع في السودان أسفر عن مقتل 40 ألف شخص - رغم أن بعض الجماعات الحقوقية تقول إن حصيلة الوفيات أعلى بكثير- وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتسبب في نزوح أكثر من 14 مليون شخص.
وخلال استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور، قامت بإعدام المدنيين والاغتصاب والاعتداءات الجنسية.
وفر أكثر من 100 ألف شخص من الفاشر منذ أكتوبر/تشرين الأول، ويخشى أن يكون الآلاف محاصرين أو يعتقد أنهم قتلوا على طول الطريق، وفقا لجماعات حقوقية. وحققت قوات الدعم السريع مكاسب كبيرة منذ ذلك الحين.
وقال تورك «من الصادم حقا رؤية التاريخ يكرر نفسه في كردفان سريعا بعد الفعاليات المروعة في الفاشر».
وأضاف «يجب ألا نسمح لكردفان بأن تصبح نسخة أخرى من الفاشر».
معارك عنيفة في كردفان
كانت معارك عنيفة اندلعت صباح يوم الإثنين، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط الفرقة 22 بابنوسة بولاية غرب كردفان.
ونقل مراسل الغد عن المصادر تأكيدها على أن المعارك التي تدور حاليا تتسم بالعنف، حيث هاجمت قوات الدعم السريع مقر الفرقة بعدد من المسيرات الانتحارية والمدفعية الثقيلة، كما أن الجيش يسعى للتصدي للهجوم العنيف من خلال دفاعات الفرقة.
ورفض قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مقترح الرباعية لاتفاق سلام مع قوات الدعم السريع التي سبق وأعلنت هدنة 3 أشهر من جانبها فقط.
وقال البرهان إن أي حل أو مبادرة لا يتضمن تفكيك قوات الدعم السريع وتجريدها من السلاح هو أمر مرفوض تماما.
والتقى البرهان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة.
وذكر بيان لمجلس السيادة السوداني أن البرهان رحب بجهود الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام، مؤكدا استعداد حكومته لتعزيز التعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
