يديعوت: إسرائيل تفحص احتمال وقوف إيران وراء الهجوم في سيدني

في أعقاب حادث إطلاق النار في سيدني بأستراليا، والذي استهدف احتفالا بعيد الأنوار اليهودي، اليوم الأحد، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه تجري حاليا مناقشات في إسرائيل لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم الذي استهدفت الجالية اليهودية في سيدني، وما إذا كانت عملية منظمة أم عملاً فردياً.

وقالت الصحيفة إنه إذا كانت جهة منظمة وراء الهجوم، فإن إيران هي المشتبه بها الرئيسي، كما يجري أيضاً التحقيق في وجود صلة محتملة بمنظمات مثل حزب الله وحماس وجماعة الشريعة الطيبة الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وبحسب يديعوت، فإنه مع مرور الوقت، تعززت القناعة في إسرائيل بأن إيران هي المسؤولة عن الهجوم..

ولفتت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حذرت إسرائيل من أن إيران تُجهز لشن هجمات تستهدف الجالية اليهودية ومؤسساتها.

ووفقًا للمعلومات، تقوم إيران بتهريب الأسلحة وتُنشئ «خلايا» على وسائل التواصل الاجتماعي.

في السياق، قالت القناة 15 إن إسرائيل تفحص احتمال أن يكون الهجوم في سيدني ردًا على اغتيال رئيس أركان حزب الله، علي الطبطبائي.

هجمات سابقة

ونوهت الصحيفة إلى أنه في أغسطس/آب الماضي، اتهم رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، إيران بتنظيم هجومين «معاديين للسامية» في البلاد، وأعلن أن بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران رداً على ذلك.

وقال ألبانيزي إن الاستخبارات الأسترالية توصلت إلى أن الحكومة الإيرانية أمرت بإحراق شركة «لويس كونتيننتال كيتشن»، وهي شركة أغذية يهودية في سيدني، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وكذلك كنيس يهودي في ملبورن في ديسمبر/كانون الأول.

وبحسب الاستخبارات الأسترالية، فإن إيران مسؤولة بشكل مباشر عن هجمات الحرق العمد، التي نُفذت في ظل تصاعد حاد في معاداة السامية في سيدني وملبورن منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال ألبانيزي: «جمعت وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية معلومات استخباراتية موثوقة كافية للتوصل إلى استنتاج مقلق للغاية. فالحكومة الإيرانية كانت وراء حادثتين على الأقل من هذه الحوادث. وقد حاولت إخفاء تورطها، لكن وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تُرجّح أنها كانت وراءها».

وأضاف: «كانت هذه أعمال عدوانية استثنائية وخطيرة نُفذت بتوجيه من دولة أجنبية على الأراضي الأسترالية. إنها محاولات لتقويض التماسك الاجتماعي وزرع الفتنة في مجتمعنا. وهذا أمر غير مقبول بتاتاً».

قتلى وجرحى

لقي عشرة أشخاص حتفهم جراء إطلاق النار الذي وقع، الأحد، عند شاطئ بوندي في سيدني خلال احتفال بعيد الأنوار اليهودي، بحسب ما أفادت الشرطة الأسترالية لوكالة «فرانس برس»، من دون أن توضح ما إذا كانت الحصيلة تشمل مطلق النار.

 

وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية «إيه بي سي» أن أحد مطلقي النار كان من بين القتلى، فيما أُصيب 12 شخصًا آخرين بجروح.

وبحسب بيان الشرطة، فقد أُصيب 11 شخصًا في إطلاق النار، بينهم اثنان من ضباط الشرطة.

وقالت الشرطة الأسترالية إنها اعتقلت شخصين.

انتقادات إسرائيلية

وأثار الحادث موجة من الانتقادات والسخط الإسرائيلي تجاه الحكومة الأسترالية، خاصة في ظل مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: «أخطرنا مرارًا الحكومة الأسترالية بشأن ضرورة اقتلاع اللاسامية الإجرامية المنتشرة في بلادهم من الجذور».

كما قال وزير الخارجية غدعون ساعر: «أشعر بصدمة بالغة إزاء الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالًا بعيد الأنوار في سيدني»، مضيفًا: «هذه هي نتائج انتشار اللاسامية التي اجتاحت شوارع أستراليا خلال العامين الماضيين، والتي تخللتها هتافات معادية للسامية وتحريضية تدعو إلى عولمة الانتفاضة، والتي تحققت اليوم».

وأضاف: «يجب على الحكومة الأسترالية، التي تلقت العديد من المؤشرات المبكرة، أن تستفيق من غفلتها».

ومن جانبه، استغل وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الهجوم لتوجيه انتقادات لأستراليا، زاعمًا: «ما حصل في أستراليا يذكرنا بالسابع من أكتوبر، وعلى حكومة أستراليا عدم التساهل والتعامل بقبضة قوية في محاربة اللاسامية المتفشية وحماية اليهود».

 

كذلك ادعى وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهار، أن «اعتراف أستراليا بدولة فلسطينية كان بمثابة تفويض رسمي للإرهابيين الملعونين لإيذاء اليهود»، بحسب زعمه.

وكرّر وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، المزاعم نفسها، قائلًا إن «قرار أستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان بمثابة رسالة فظيعة نرى نتائجها اليوم».

كما ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، أن إطلاق النار في سيدني كان «رسالة واضحة.. حكومة أستراليا تتحمل المسؤولية. تجمع يهودي احتفالي تحول إلى مسرح إرهاب. الرسالة كانت واضحة على الجدار وقد تم تجاهلها من قبل الحكومة».