ألقى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خطابا في افتتاح النسخة الرابعة عشرة من مهرجان"مدائن التراث" بوادان .
الخطاب تناول محاور هامة متعددة نقدم قراءة فيها كما يلي:
بدأ الرئيس بالترحم على شخصيتين سياسيتين حضرتا النسخة الماضية وغيبهما الموت في دلالة واضحة على تقديرهما والوفاء لهما بالذكر الجميل "لوليد ولد ودّاد وكان حاميدو بابا".
ثم رحب بالضيوف القادمين من الخارج وتقدير مشاركتهم في المهرجان رغم بعد الشقة والانشغالات الكثيرة، مما يوضح الاهتمام الكبير من طرفه بضيوف المهرجان خاصة من خارج الوطن .
قدم الرئيس لوحة مزركشة بالألوان ومضمخة بعبق التاريخ عن مدينة وادان التاريخية حيث وصفها بالكنز التراثي النادرالنظير".
وأضاف :"من شارع الأربعين عالما إلى المكتبات الزاخرة بالمخطوطات النفيسة، مرورا بالعمران المتميز الفريد، كل شيء في هذه المدينة ينطق بعراقتها وما اتسمت به من إشعاع اقتصادي، وثقافي، متألق، لقرون عديدة متتالية"
كما أعاد التذكير بفقرة من خطاب افتتاحي سابق "في افتتاح النسخة العاشرة من هذا المهرجان، ناديت، هنا، من مدينتكم هذه بضرورة التحرر من أوهام التراتبيات الزائفة، وما تنبني عليه من أحكام مسبقة، وصور نمطية وهمية، تضعف الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية.
مؤكد أن ذلك النداء كان كان نداءً نابعا من قوة يقينه بـ"أن الدولة الحديثة لا تقوم، في الأساس، إلا على مفهوم المواطنة وثنائية الحقوق والواجبات" حسب تعبيره.
وتترجم هذه الفقرات من الخطاب قناعة راسخة لدى الرئيس بحرصه على نبذ كل ما يضعف اللحمة الوطنية، أو يكرس الأطر الضيقة كالجهوية و القبلية والشرائحية، ويتناغم هذا الطرح مع ماورد في كلمات خطابية خلال زيارته مؤخرا للحوض الشرقي .
ورصد الرئيس في خطابه مفارقة غريبة تتمثل في قناعة النخبة بأهمية تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ المواطنة، لكن اختلافاتها وتجاذباتها ونزاعاتها تغطي غالبا على هذه القناعة.
بمعنى أن المفارقة تكمن في إيمانها بالهدف و العجز عن تحقيقه، وهذا توصيف دقيق للواقع .
وختم الرئيس بأن الخلافات في "الرأي لاتفسد للودّ قضية" وهي من جوهر الديمقراطية، لكن لايجب أن تكون حول المشتركات التي يجب أن نبني حولها إجماعا وطنيا .
ختاما: خطاب الرئيس في وادان كان وفيا للمناسبة نصّا وروحا، عبر عن صوت الأمة، ورسم صورة عن الإنجازات، وذكّر بالخطوط العريضة لسياسة الدولة وتوجهاتها، مع توضيح حدود الاختلاف المطلوبة والخطوط الحمراء التي لايجب تجاوزها من طرف الجميع .
