لا للتفاهة ... نعم للإعلام الجاد ! ــ رأي الجديد نيوز

 

 لقد قالها الحكيم "أينشتاين" وهو يستشرف المستقبل ببصيرته النافذة:" أخاف من اليوم الذي تتفوق فيه التكنولوجيا على التفاعل البشري، حينها سيمتلك العالم جيلا من الحمقى"

لقد اختلط الحابل بالنابل في زمن "الأخبار الكاذبة" الذي بات مادة دسمة تتغذى عليها مئات المنصات المجهولة المصدر والمكان ومصداقية المعلومات التي تنشرها . 

هذا هو واقع الحال في بلادنا وعديد دول العالم، فقد أصبحت “التفاهة” في مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا لبعض الناس لتحقيق الشهرة المزيفة، وجني الأموال من مداخيل المشاهدات عبر بث الترويج لمحتوى تافه أو نشر الشائعات والأخبار المزيفة حول السياسيين أو المشاهير والولوغ في أعراض الناس.

 أصبح البحث عن عدد المشاهدات هو الهاجس الأول للكثيرين من أصحاب المنصات التي تعتمد على الاخبار الكاذبة والشائعات والمس من خصوصية الغير في سبيل صناعة ما يطلق عيه شعبيا " أجّف"

  ستجد جمهورا بمئات الآلاف من المشاهدات والقراءات في ساعة واحدة، مقابل نزر يسير من القرّاء لمحتوى رصين يهم الناس ويمكث تأثيره في الأرض.

 المادة التافهة تلك تغذيها صراعات المشهورين من "الفنانين والسياسيين والإعلاميين والأسماء المغمورة التي تمتهن فن التفاهة تحت يافطات مختلفة. 

إن بلدا كموريتانيا يضمحل فيه دور مؤسسات الضبط الاجتماعي (الأسرة والمدرسة)  لبناء الفرد الصالح،  ويهمش فيه الدور الريادي للإعلام الجاد، مما جعل مؤسساته شبه متعطلة، ولاتقوم بدورها المطلوب، بفعل تضاؤل الجمهور أمام مغريات "تفاهة" الكثير من المنصات التي تتوالد كالفطر..

 الإعلام الجماهيري هو الأصل وتحكمه قاعدتان :

ــ الاهتمام بمراكز اهتمام الجمهور بحسب الوسيلة (يهتم بمواضيع تخدم الجمهور العام وتلبي الإخبار الصحيح والتثقيف الجاد والتسلية المحترمة ).

ــ والثانية "كلما كنت مفيدا للناس زاد قدرك"  كيف يتحقق ذلك وتكون مفيدا للناس وأنت تصنع التفاهة وتنشرها ؟

ختاما : يجب على السلطات المعنية تقوية مؤسسات الضبط الاجتماعي أولا، ودعم وتمهين وسائل الإعلام الحقيقية التي تخدم وظائفه المطلوبة، ومحاصرة غوغائية (إعلام التفاهة) حتى "يميّز الله الخبيث من الطيب" 

 ولنتذكر جميعا أن الإعلام في باطنه جوهر وتحقيق . 

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"