اليوم تحتفل القارة الإفريقية بيومها الذي أقره قادتها الأوائل عيدا عند إنشاء أول منظمة قارية لهم، في مثل هذا اليوم عام 1963.
كان من أبرز أهداف المنظمة؛ تحرير دول القارة من الاستعمار، وتعزيز العمل والتعاون بين دولها، والقضاء على الميز العنصري .
رغم مضى ستة عقود على يوم الوحدة الإفريقية، فإن القارة مازالت تعاني مشاكل كثيرة، ولم تستطع النهوض من كبوة مابعد المستعمر رغم ضخامة المساحة والثروات الطائلة والقدرات البشرية والموقع الاستراتيجي المميز، فهي في قلب العالم ونقطة وصل بين القارات المختلفة.
يوضح تقرير البنك الإفريقي للتنمية لعام 2024 أن أفريقيا هي ثاني أسرع منطقة نموًا في العالم بعد آسيا.
تعتبر القارة منطقة هامة لإنتاج النفط والغاز، وتضم العديد من الدول المنتجة والمصدرة، كما تعد مصدرا رئيسيا لأهم المعادن المستخدمة في الصناعات الحديثة، إضافة إلى أنها غنية بالموارد الزراعية، والغابوية والموارد البحرية.
في مقابل ذلك تعاني الفارة من مشاكل مزمنة عديدة أهمها الانقلابات لعسكرية التي تخلف عدم الاستقرار وهشاشة الديمقراطية ببعض دولها والفقر وانعدام الفرص الاقتصادية والديون الخارجية والنزاعات المسلحة وما تخلفه من ضعف الخدمات الأساسية (الصحة،التعليم ،المياه، الكهرباء ،الأمراض والأوبئة والتحديات البيئية والتصحر وتأثير تغيرات المناخ والتمييز العرقي والفساد وهدر الثروات..
يقول العارفون بخبايا القارة إنها يجب أن تسعى لحل مشاكلها بنفسها، مع ضرورة دعم دول العالم لها اقتصاديا .
كما يجب أن تكون بعيدة عن الإملاءات الخارجية.
ويؤكدون أن إرساء الاستقرار بدول القارة، هو الأولوية، ثم بعد ذلك يجب البحث عن إقامة تنمية حقيقة ترتكز على حلول لمشاكل المستعصية.
ختاما: القارة الإفريقية تحيي عيد وحدتها الـ62 على وقع المزيد من الحروب والنزاعات، وقوراب المهاجرين غير الشرعيين، وضعف مؤسسات العمل الإفريقي المشترك، وغياب تعاون اقتصادي حقيقي، مع تنامي التدخلات والأطماع الخارجية..
فمتى يعي القادة الأفارقة، أن الخُطب الرنانة، والاجتماعات العبثية، ليست قادرة على حلول أزمات القارة المستفحلة؟
كملة الجديد.. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"