هناك أنواع من الأشخاص يستمتعون بالذهاب إلى الحفلات الموسيقية والمهرجانات التي تقام في أماكن مفتوحة، ولكنهم لا يفضلون التواجد ضمن حشود كبيرة. وقد يشعر أشخاص، وبالتحديد الحساسون، بحالة من عدم الارتياح أو القلق أو التوتر المفاجئ، في الأماكن المزدحمة.
ولكن، ماذا يمكن أن يفعله المرء إذا تعرض لذلك؟
تقول خبيرة علم النفس، غابرييل برينغر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن أحد الأشياء التي يجب ألا يفعلها من يمر بذلك، هو محاولة كبت مشاعره.
وتقدم برينغر في المقابلة التالية، بعض النصائح بشأن كيفية التعامل في مثل هذه المواقف، وكيفية حفاظ المرء على هدوئه.
الضيق المفاجئ
وفي معرض سؤالها عن السبب وراء شعور المرء بالضيق المفاجئ بين الأعداد الكبيرة من الأفراد، مثل ما قد يتعرض له أي شخص أثناء حضور حفل موسيقي، على سبيل المثال، قالت برينغر «عادة ما تشتمل الفعاليات الكبيرة، والمهرجانات أيضا، على كم هائل من العوامل المؤثرة، مثل الأصوات العالية والألوان المبهرة والروائح النفاذة».
وأضافت «وقوف الأشخاص بجانب بعضهم البعض في تلك الأماكن التي عادة ما تكون محصورة ومحدودة، التسبب في توتر دائم لدى البعض، مهما كان الشعور لطيفا ومهما شعر به المرء أحيانا وسط تلك الحشود».
وقالت إن هذا التوتر يؤثر على الأفراد بطرق مختلفة. وهناك بعض الأشخاص الذين يكونون أكثر قدرة على تجنب ذلك التأثير، بينما يعاني آخرون من فرط في الإحساس، ما قد يؤدي إلى شعور بالضغط حتى لو لم يكن المكان مزدحما. فبمجرد أن يعرف المرء أن هناك الكثير من الأشخاص حوله، من الممكن أن يتسبب ذلك في تحفيز هذا النوع من رد الفعل.
وأشارت إلى أنه بالتالي، لا يدرك بعض الأفراد أنهم يتفاعلون بشدة مع هذه الحشود إلا عندما يكونون بينهم. كما أن طبيعة ما يشعر به المرء في ذلك اليوم تحديدا يكون له دور. ففي حال كان أداء المرء سيئا، أو عمل كثيرا في الأسبوع السابق، فإنه سيتفاعل مع التوتر بحساسية أكبر مما لو كان قد حصل على قسط كاف من الراحة.
عدم الارتياح
وبسؤالها ماذا يمكن للمرء أن يفعله إذا ساوره شعور حاد بعدم الارتياح وسط حشد من الأفراد، أجابت برينغر «إذا شعر المرء بالانفعال وبدأ في التعرق أو في التنفس بسرعة أكبر، أو ازدادت ضربات قلبه، فيتعين عليه التعامل مع هذه العلامات الأولية، لأنه في حال زاد الشعور بالضيق فإنه من الممكن أن يؤدي بسهولة إلى نوبة من الذعر، ثم يكون هناك خطر من عدم قدرة المرء على القيام بما يحتاجه في تلك اللحظة، ألا وهو التفكير بوضوح».
وأضافت «لذلك فإن أهم شيء هو حفاظ المرء على هدوئه، والتروي لدقيقة واحدة لاتخاذ قرار بشأن: هل يريد الخروج من الزحام؟ وإن كان كذلك، فما هو طريق الخروج؟ وتختلف أساليب التهدئة الفعالة من شخص لآخر.
تكمل بقولها «يعد التنفس بعمق ووعي أحد هذه الأساليب، أو يمكن للمرء أن يحصل على رشفة من الماء، إذا كان متاحا لديه ذلك. ما قد يساعد أيضا هو التركيز على شخص واحد - كشخص يكون معه على سبيل المثال - لحجب انتباه الكثيرين من حوله».
وأكملت حديثها «يوجد أسلوب آخر، وهو اليقظة الذهنية، حيث يقوم المرء بالتركيز على أفكاره ومشاعره وأحاسيسه الجسدية دون إصدار أحكام، حيث يكون عليه أن يقول لنفسه – يمكنك ببساطة أن تتخيل - أنك في مكان شديد الزحام وأنك تشعر بحالة من عدم الارتياح الشديد».
وأشارت إلى أنه من الممكن أن تعمل هذه الأساليب على تصفية الذهن وأن تساعد على تحديد الخطوة التالية. وهل كانت مجرد نوبة قلق عابرة، وهل سيقرر المرء أن يبقى أم يرحل. وفي حال كان الرحيل سيؤدي لشعوره بالهزيمة، فإنه يمكنه التخطيط للعودة، أو الذهاب إلى مكان بعيد عن الزحام.
وعند شعور المرء بتأثر مفرط بما حوله، مثل الإسفنجة المشبّعة وغير القادرة على امتصاص المزيد من الماء، تجيب برينغر وتقول «من الجيد أن يحدد المرء قائمة من الأولويات، تشمل ما الذي يريد أن يراه بالتحديد وما الذي يمكنه أن يتخطاه إذا لزم الأمر. ومن الأفضل أن يقوم المرء بذلك مسبقا، لأنه بمجرد أن يكون في الموقف، يكون الدافع لديه لرؤية المزيد أقوى بكثير، ولا سيما إذا كان يرغب حقا في رؤية كل شيء».