غريتا ثونبرغ تثير قلق إسرائيل بشأن المشاركة في مؤتمر المناخ

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل بصدد تقليص مشاركتها في مؤتمر المناخ المزمع عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بالبرازيل، وسط مخاوف من مواجهة حصار من النشطاء والسياسيين الذين ينتقدون ممارسات تل أبيب في قطاع غزة.

وطرحت الصحيفة سؤالا في عنوان تقريرها حول إن كان ضعف التمثيل الإسرائيلي في مؤتمر المناخ المقبل بسبب مخاوف من وجود الناشطة غريتا ثونبرغ التي سبق واعتقلتها سلطات الاحتلال قبالة سواحل غزة أثناء محاولة إدخال مساعدات عبر البحر.

وقالت الصحيفة إن من المتوقع أن يحضر مؤتمر المناخ «كوب 30» المقبل في البرازيل، وفد إسرائيلي صغير، مضيفة أنه لن يُقام جناح إسرائيلي في المؤتمر، وهو المنتدى العالمي الرئيسي الذي تُناقش فيه تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ وتُتخذ فيه القرارات البيئية العالمية.

مؤتمر المناخ

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن إسرائيل كانت قد استثمرت 6.5 مليون شيكل العام الماضي لعرض الابتكارات الإسرائيلية في مؤتمر المناخ بأذربيجان قبل بدء عدوانها على غزة.

ورجحت الصحيفة أن أجواء الحرب والعزلة السياسية دفعت إلى اتخاذ قرار بعدم إقامة جناح إسرائيلي هذا العام.

فبعد أحداث العام الماضي، بما في ذلك اعتقال الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ في إسرائيل، فإنه ثمة قلق بشأن ردود الفعل التي قد يتلقاها الممثلون الرسميون لإسرائيل.

وقال مصدر في إحدى المنظمات الاجتماعية للصحيفة «كانت الخطة إرسال وفد، وفي مرحلة ما أدركت وزارة الخارجية أن الأمر لن يكون على ما يرام. هذه بيئة نشطة للغاية للمنظمات البيئية، وأعتقد أنهم كانوا يخشون من حدوث مظاهرات، ومن وجهة نظر أمنية وحتى دبلوماسية، لن يكون ذلك في صالح إسرائيل».

وأضاف «هذا مجرد تذكير بمدى استبعادنا من الحوارات الهادفة في العالم، وتحديدًا في الأماكن التي لدينا القدرة على المساعدة فيها. إنه أمر مؤسف للغاية، وله تداعيات وعواقب وخيمة».

وأوضح المحامي عاميت براشا، الرئيس التنفيذي لمنظمة «آدم تيفا في دين»، أنه لا يوجد سبب للسفر إلى المؤتمر «لقد فقدت الحكومة اهتمامها بأزمة المناخ.. والحقيقة هي أن الوزارات الحكومية لا تستعد، والسلطات المحلية أيضًا لا تستعد، لأنه في غياب قانون المناخ، لا تملك ميزانيات. باختصار، ليس لدى الوزارة أي أخبار لتقدمها إلى المؤتمر. نحن نتراجع إلى الوراء».

السفينة مادلين

وكانت غريتا ثونبرغ مشاركة في قافلة الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة ولإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين، وكانت على متن السفينة مادلين، التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية واقتادتها إلى ميناء أشدود في التاسع من يونيو/حزيران الماضي واعتقلت كل من كانوا على متنها.

وقامت السلطات الإسرائيلي بالتحقيق مع النشطاء وحبسهم قبل ترحيلهم تباعا.

وبعد ترحيلها إلى فرنسا، قالت ثونبرغ «إسرائيل اختطفتنا في المياه الدولية».

وأضافت ثونبرغ، في تصريحات أدلت بها لدى وصولها إلى مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس، بعد ترحيلها أن «استيلاء إسرائيل على سفينة المساعدات انتهاك للقانون الدولي».

وأكدت الناشطة السويدية البالغة من العمر 22 عامًا «لم نخالف القوانين، ولم نفعل شيئًا خاطئًا، وعلينا أن نستمر في المحاولة»، مشددة على أن «السفينة مادلين لم تكن حيلة دعائية، والحملة ستستمر».

توترات مع البرازيل

ورغم أن البرازيل التي تستضيف (كوب-30) من الدول الصديقة لإسرائيل وتجمعهما علاقات جيدة، إلا أن تلك العلاقات توترت خلال العامين الماضيين بسبب العدوان على قطاع غزة.

ففي فبراير/شباط 2024، شبّه الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالمحرقة النازية، الأمر الذي أثار أزمة كبيرة بين البلدين.

وفي يوليو/تموز من نفس العام، دعا دا سليفا إلى عدم تجاهل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمجازر بحق المدنيين واستخدام الجوع كسلام حرب.

كذلك أفادت وكالة رويترز في يوليو/تموز الماضي بأن البرازيل ستنضم إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بسبب جرائمها في قطاع غزة.

وسبق هذا بشهر اتهام الرئيس البرازيلي «حكومة اليمين المتطرف» في إسرائيل بارتكاب «إبادة متعمدة» في قطاع غزة.