قال جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، باستثناء الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، إن المجاعة في غزة "أزمة من صنع البشر"، وحذروا من أن استخدام التجويع سلاحا في الحرب محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
ودعا أعضاء المجلس، في بيان مشترك، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين الذين تحتجزهم حركة حماس وجماعات أخرى.
كما دعا أعضاء المجلس إلى زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير في أنحاء القطاع، ورفع إسرائيل فورا ودون شروط جميع القيود المفروضة على إيصال هذه المساعدات.
مجاعة في غزة
وقال الأعضاء في البيان: «نعرب عن قلقنا العميق من وجود مجاعة في محافظة غزة، وندعو إسرائيل إلى التراجع فورا عن قرارها توسيع عمليتها في غزة..كما يجب وقف المجاعة بغزة فورا واحترام القانون الدولي».
وتابع الأعضاء: «استخدام التجويع سلاح حرب محظور بموجب القانون الدولي، وحاليا نحو41 ألف طفل معرضون لخطر الموت جراء سوء التغذية بغزة..
ونحن ندعو لوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بغزة، كما ندعو لإفراج فوري وغير مشروط عن كل المحتجزين لدى حماس».
جلسة مجلس الأمن
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جسلة لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي كلمته خلال الجلسة، دعا المنسق الأممي للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، رامز الأكبروف، إلى إجراء تحقيق في عمليات قتل الصحفيين في قطاع غزة.
وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن «إنهاء المجاعة في قطاع غزة سباق مع الزمن».
وأضاف أن «خطوات إسرائيل لدخول المساعدات بعيدة كل البعد عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين».
وطالب المنسق الأممي بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء حرب غزة وإعادة المحتجزين، مؤكدًا أن «حل الدولتين هو السبيل الوحيد الممكن لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي».
كما أكد المنسق الأممي أن «الحالة في الضفة الغربية وبالتحديد في القدس الشرقية تتدهور بشكل سريع».
كارثة بشرية
من جهتها، قالت مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن «المجاعة في غزة ليست نتيجة كارثة طبيعية لكنها كارثة بشرية، فهي نتيجة لتدمير نظم النظام الغذائي».
وأضافت أن «نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة».
وطالبت المسؤولة الأممية بضرورة «وضع حد لتأجيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة»، كما طالبت «بوقف الأعمال العدائية في غزة فورا وحماية المدنيين وإعادة المحتجزين»
وأكدت مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن «استمرار عنف المستوطنين وزيادة الاستيطان يهدد بتفتيت الضفة الغربية».
أوضاع مأساوية للأطفال
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفولة، إنغر آشينغ: «ليس هناك ما يكفي من المواد الغذائية لمنع سوء التغذية للنساء الحوامل».
وأضافت: «يجب التوقف عن عسكرة نظام إيصال المساعدات للمدنيين».
وأشارت آشينغ إلى أن «الغالبية الساحقة من الذين يعانون في قطاع غزة هم من الأطفال».
كما أكدت أن «الاحتجاز العسكري للأطفال الفلسطينيين يجب أن ينتهي فورًا».
مندوب الجزائر يرفع صور أطفال غزة
وقال مندوب الجزائر بمجلس الأمن، عمار بن جامع، إن «إسرائيل لو احترمت اتفاق وقف إطلاق النار لعاد جميع المحتجزين إلى ديارهم».
وأضاف أن «المجاعة ستزداد في غزة لو لم يتم اتخاذ تدابير لوقفها»، مؤكدًا أن «المجاعة شبح سيخيم علينا جميعا إذا اخترنا التزام الصمت».
وبينما كان مندوب الجزائر يلقي كلمته، إذ رفع صورًا لبعض الأطفال الذين يعانون من المجاعة في قطاع غزة، ومضى يقول: «دعوني أذكر المجلس بيحيى النجار، وهو طفل يبلغ من العمر 3 أشهر، مات جوعا، وهذه الصورة هي أوضح من كل الإحصائيات، فقد ظل 4 أيام قبل موته يحتسي الماء فقط، لأنه لا يوجد لبن، ولا يوجد أي طعام للأطفال».
كما رفع مندوب الجزائر صورة أخرى قال إنها لطفل اسمه «يزن أبو فول، يبلغ من العمر سنتين ما زال حيا، يجلس بين يدي والده بدون ملبس»، ووجه تساؤلًا لأعضاء المجلس: «هل لكم أطفال وأحفاد؟ تخيلوا أنهم مثل يزن، الذي يرى أيام حياته تتناقص بسبب عدم وجود الطعام».