قرر مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، الموافق 28 أغسطس/آب الجاري، تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان «اليونيفيل» لمرة أخيرة، مع وضع برنامج لانسحابها عام 2027، وهو ما طالبت به إسرائيل والولايات المتحدة.
ونص القرار الذي تبنّاه المجلس بالإجماع على «تمديد تفويض اليونيفيل لمرة أخيرة حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2026، والبدء بعملية تقليص وانسحاب منسَّقة وآمنة اعتبارًا من 31 كانون الأول/ديسمبر 2026 ضمن مهلة عام واحد».
وفي السياق ذاته، رحّب رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، بقرار مجلس الأمن الذي مدّد ولاية اليونيفيل حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2026.
ووجّه سلام الشكر إلى جميع الدول الأعضاء على انخراطهم الإيجابي في المفاوضات، مخصِّصًا بالشكر حامل القلم، فرنسا، على جهودها البنّاءة لتأمين التوافق حول القرار، وكذلك الدول الصديقة في المجلس التي أبدت تفهّمها لمشاغل لبنان.
وقال سلام إن قرار التجديد هو لمدة عام وأربعة أشهر، على أن تبدأ بعده عملية انسحاب تدريجي وآمن اعتبارًا من نهاية عام 2026 وعلى مدى سنة واحدة. كما يطلب القرار من الأمين العام أن ينظر في الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد انسحاب اليونيفيل، بما في ذلك سبل المساعدة في ما يتعلّق بالأمن ومراقبة «الخط الأزرق».
وجدّد القرار دعوة إسرائيل إلى سحب قواتها من المواقع الخمسة التي لا تزال تحتلّها، وأكّد ضرورة بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وفقًا لأحكام القرارات الدولية السابقة واتفاق الطائف، بحيث «لا يكون هناك سلاح إلا سلاح الدولة ولا سلطة إلا سلطة الحكومة».
كما حثّ المجتمع الدولي على تكثيف دعمه للجيش اللبناني، بما في ذلك توفير المعدات والمواد والتمويل، لضمان انتشاره الفعّال والمستدام.
وجدد القرار الدعوة إلى تفعيل الآلية المنصوص عليها في ترتيبات وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، والتعاون مع اليونيفيل لضمان التنفيذ الكامل.
قوات اليونيفيل
وتأسست قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عام 1978 وتتولى تسيير دوريات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل. ويتم تجديد تفويض المهمة سنويا، ومن المقرر أن ينتهي أجل التفويض الحالي في 31 أغسطس/ آب.
وتوسطت الولايات المتحدة في التوصل إلى هدنة في نوفمبر / تشرين الثاني بين لبنان وإسرائيل بعد صراع استمر لأكثر من عام واندلع على صلة بالحرب في غزة.
وتسعى الولايات المتحدة الآن إلى إنجاح خطة لنزع سلاح جماعة حزب الله.
وتربط واشنطن الخطة بانسحاب إسرائيلي تدريجي من جنوب لبنان، بينما تروج في الوقت نفسه لإنشاء منطقة تنمية اقتصادية في جنوب لبنان، بدعم من الولايات المتحدة ودول الخليج، بهدف تقليل حصول حزب الله على التمويل الإيراني.