يديعوت: الجنود يخفون وجوههم ويستعدون لتدمير البنية التحتية لحماس

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير ميداني بعنوان «على أبواب غزة: هذه المرة سندمر البنية التحتية لحماس» تفاصيل جديدة حول العملية العسكرية المستمرة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، تحت مسمى «عملية منتصف الصيف».

وقالت الصحيفة إن العملية التي ينفذها لواء المدرعات النظامي السابع دخلت أسبوعها الثالث، وتُعد المرة السابعة التي تجتاح فيها قوات الاحتلال هذا الحي منذ بدء المناورات في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد تمت تسوية أجزاء كبيرة من الحي، لاسيما جنوبه.

وبحسب ما ذكره قادة الاحتلال الميدانيون في تصريحات للصحيفة أن العملية الحالية تهدف إلى تدمير كافة البنية التحتية، فوق الأرض وتحتها، على حد تعبيرهم، في إشارة واضحة إلى تصعيد جديد يستهدف ما تبقى من مقومات الحياة في الحي.

شعارات عنصرية

ووفق التقرير، فإن معظم قادة الاحتلال المشاركين في العملية لم يكونوا في مناصبهم قبل عام ونصف، نتيجة التدوير المستمر بين الضباط بسبب استنزاف الحرب. وقال أحدهم، وهو قائد سرية «هناك دماء جديدة، ومقاتلون دخلوا غزة للمرة الأولى الشهر الماضي. نحن هنا لصقلهم وتدريبهم».

وتنقل الصحيفة مشاهد ميدانية تصف حال الجنود على الأرض، حيث تشير إلى مركبات مدرعة متهالكة، وكتائب مشاة مغبرة، في وقتٍ تحاول فيه القيادة إقناع الجنود بجدوى العمليات المتكررة من خلال تسجيلات فيديو تُظهر إنجازاتهم على حد قولهم، وذلك في ظل تساؤلات داخل الجيش ذاته عن مغزى العودة مرارا إلى نفس المواقع التي سبق اقتحامها.

وفي مشهد يفضح البعد العنصري للعمليات، وثقت الصحيفة وجود شعارات كتبت على جدران مبانٍ مدمرة داخل غزة، منها: «لا لوقف إطلاق النار»، و«حتى النصر الكامل وطرد الغزيين»، وهو ما يفضح ذهنية التطهير العرقي التي تحكم تفكير المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

تطهير ممنهج

تشير الصحيفة إلى أن الاحتلال يعمد إلى منهجية جديدة في هذه العملية، تشبه تلك التي اتبعها في خان يونس، وتهدف إلى تدمير المباني التي تُستخدم الأنفاق تحتها. ويُقدر جيش الاحتلال أن كتائب حماس المحلية في الزيتون باتت تعتمد على الكمائن والعبوات الناسفة لإعاقة التوغل البري.

ورغم قلة المواجهات المباشرة، تقول الصحيفة إن مقاتلي حماس تمكنوا من إصابة قائد كتيبة إسرائيلية الأسبوع الماضي، كما يقر الجيش الإسرائيلي بوجود عشرات الكمائن التي تعيق تقدمه.

وتدعي الصحيفة في تقريرها أن حماس قامت بإخلاء ما بين 400 إلى 500 مقاتل من حي الزيتون نحو مناطق أخرى من المدينة، واصفة من تبقى هناك بأنهم فرق كمائن تهاجم قوات الاحتلال من بين الأنفاق والمباني المدمرة.

وفي سياق ميداني آخر، كشفت الصحيفة عن إحباط عملية تسلل لمجموعة فلسطينية عبر نفق باتجاه موقع عسكري، وأكدت أن قوات الاحتلال اكتشفت قاعدة تحصين تحت الأرض، تشمل مخبأ أسلحة ومطبخًا وغرفًا معيشية.

عربات غدعون 2

وتتطرق يديعوت أحرونوت عن ترف نسبي تحظى به الفرقة السابعة حاليا، بفضل توفر الطائرات المسيّرة والذخيرة، لكن ذلك سيتغير، وفق تقديرات الجيش، مع بدء المناورة الكبرى في غزة ضمن خطة تسمى «عربات غدعون 2»، والتي ستشهد مشاركة 12 إلى 14 لواءا عسكريا.

وفي الوقت الذي تُطلق فيه النيران في محيط المواقع العسكرية داخل غزة استباقيا، كما تقول الصحيفة، خوفا من هجمات مباغتة، فإن الضباط لا يخفون خيبة أملهم من الفجوة بين الخطاب السياسي الدعائي في تل أبيب، والواقع الميداني المعقد على الأرض.

وتنقل الصحيفة أن بعض القادة يخفون وجوههم خشية الملاحقة عند سفرهم للخارج.