رفضت إسبانيا، اليوم الإثنين، «الاتهامات الزائفة» الإسرائيلية لها بمعاداة السامية بعدما أعلن رئيس وزرائها بيدرو سانشيز تسعة إجراءات تهدف لوقف ما وصفها بـ«الإبادة في غزة».
ودانت وزارة الخارجية الاتهامات وتحرّك إسرائيل لمنع مسؤولين إسبانيَين اثنين من دخولها، مشيرة إلى أن إسبانيا «لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان».
اتهامات إسرائيلية
اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، اليوم الإثنين، إسبانيا بمعاداة السامية، بعَيد إعلان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز عن 9 إجراءات تهدف إلى وقف «الإبادة الجماعية في غزة».
وفي معرض رده على سانشيز، كتب ساعر على موقع إكس أن «الحكومة الإسبانية تقود خطًّا عدائيًّا معاديًا لإسرائيل، بخطابٍ جامحٍ ومليءٍ بالكراهية».
وأضاف أنه «ليس كلُّ انتقادٍ للسياسة الإسرائيلية معادٍ للسامية، ومع ذلك، عندما يتسم بالشيطنة ونزع الشرعية والمعايير المزدوجة، فإنه يُعد معاداة للسامية، وفقًا لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست».
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي: «إن تصريحات أعضاء الحكومة الإسبانية ملوثة بكل هذه الأمور، وسياستها ملوثة بهذا أيضًا، إنها معاداة للسامية، لذلك، قررتُ طرح مسألة معاداة السامية العلنية لأعضاء الحكومة الإسبانية الحالية أمام الجلسة العامة للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست».
وأردف: «إن حكومة إسرائيل، بصفتها دولة الشعب اليهودي، عليها واجب الوقوف والتحذير من معاداة السامية المؤسسية وتقديمها على حقيقتها، دون أي ادعاء أو تظاهر، بالإضافة إلى ذلك، لم يعد من الممكن تجنب اتخاذ عقوبات شخصية ضد أعضاء الحكومة الإسبانية الذين تجاوزوا أي خط أحمر».
ونوه ساعر بجملة من القرارات التي اتخذها بالاشتراك مع نائب وزير الداخلية ياريف ليفين وبموافقة رئيس الوزراء، والتي تشمل: منع نائبة رئيس وزراء إسبانيا ووزيرة العمل يولاندا دياز من دخول إسرائيل، ولن يكون لإسرائيل أي علاقات معها.
وأوضح أنه «في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بعد أيام من هجوم حماس، اتهمت دياز إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وفي مايو/ أيار 2024، أي بعد يوم من اعتراف إسبانيا بدولة فلسطينية، قالت إن هذه ليست سوى خطوة أولى حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وهي دعوة تعني تدمير إسرائيل، وقد مُنعت في دول أوروبية مثل ألمانيا».
وأضاف: «في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد بدء العملية البرية في لبنان وبعد تعرض إسرائيل لهجوم من أراضيها لمدة عام، دعت إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024، دعت إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وشهدت نيابةً عنها بأنها امتنعت عن شراء المنتجات الإسرائيلية، وفي أبريل/ نيسان 2025، وصفت إسرائيل بأنها دولة إبادة جماعية، واعتبرت الحصار سلاحًا ضدها، وفي يوليو/ تموز 2025، دعت إلى قطع العلاقات تمامًا».
وتابع قائلًا: «من الواضح أن دياز تستغل الضعف السياسي لرئيس الوزراء سانشيز وتجره، تدريجيًّا، إلى تطبيق رؤيتها المعادية لإسرائيل والسامية».
وأكد: «ستُفرض عقوبات مماثلة على سيرا ريغو، وزيرة الشباب والأطفال، وسيُمنع دخولها إلى إسرائيل ولن يكون لإسرائيل أي اتصال بها، فقد نشرت ريغو منشورًا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بررت فيه هجوم حماس، وفي أبريل/ نيسان 2025، وصفت إسرائيل بدولة الإبادة الجماعية، وعارضت بشدة التجارة الأمنية معها، وقالت إنه لا ينبغي أن يصل إليها ولو يورو واحد، وفي مايو/ أيار 2025، دعت إلى قطع العلاقات تمامًا وفرض عقوبات ضد نظام الإبادة الجماعية، كما دعت الاتحاد الأوروبي إلى قطع جميع العلاقات مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها على جميع المستويات».
وأضاف: «في الأسبوع الماضي، دعمت ريغو المظاهرات العنيفة ضد الفريق الإسرائيلي في مسابقة الدراجات الدولية (لا فويلتا)، لذا، فإن تصريحاتها تدعم بوضوح (الإرهاب) و(العنف ضد الإسرائيليين)».
واختتم وزير الخارجية الإسرائيلي بالقول: «ستُبلغ إسرائيل حلفاءها بالسلوك العدائي للحكومة الإسبانية، وبالبعد المعادي للسامية والعنيف لتصريحاتها، ومن المهم أن يُدرك أصدقاء إسرائيل حول العالم خطورة الإدارة الحالية في إسبانيا»، مشددًا على أنه «سيتم اتخاذ قرارات إضافية لاحقًا، بالتشاور مع رئيس الوزراء».
إسبانيا تواصل الضغط على إسرائيل
وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إن حكومته ستزيد الضغط على إسرائيل بمنع السفن والطائرات المتجهة إليها والتي تحمل أسلحة من الرسو في الموانئ الإسبانية أو دخول المجال الجوي الإسباني.
وأضاف أن الحكومة الإسبانية ستزيد مساعداتها للسلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وستفرض حظرا على السلع المصنعة في مستوطنات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال سانشيز، في كلمة بثها التلفزيون المحلي: «نأمل أن تُشكل هذه الإجراءات مزيدا من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لتخفيف بعض المعاناة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني».
وستمنع إسبانيا أيضا أي شخص يشارك بشكل مباشر في ما وصفه سانشيز بـ«الإبادة الجماعية» من دخول البلاد.