تستضيف مصر، اليوم الثلاثاء، محادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وكالة «إرنا» مساء أمس الإثنين عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه «خلال زيارة للقاهرة، سيُعقد اجتماع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لاختتام المفاوضات حول بروتوكول جديد للتعاون بين إيران والوكالة».
وأضافت «إرنا» أن عراقجي، وهو المفاوض النووي الرئيسي من الجانب الإيراني، سيقوم أيضا بزيارة لتونس.
استئناف المفاوضات
ويستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، كلاً عراقجي وغروسي، وذلك وسط مساعٍ لاستئناف عمليات المراقبة الدولية للبرنامج النووي الإيراني.
وأجرى عبد العاطي اتصالاً مع عراقجي، الإثنين، في سياق سلسلة الاتصالات بين الطرفين في الفترة الأخيرة، حسبما أورد بيان للخارجية المصرية.
وقالت الخارجية المصرية إن اتصالات عبد العاطي مع عراقجي وغروسي هدفت إلى «تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الملف النووي الإيراني».
وتبحث مصر مع إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف الأزمة النووية، للمرة الـ11 خلال نحو 3 أشهر، في وتيرة مباحثات لم تصفها القاهرة بأنها تنبع من وساطة، لكنها تستهدف منع أي «صدام جديد» بين إيران من جانب، ومن جانب آخر أميركا وإسرائيل والغرب في الملف النووي مجدداً.
عمليات التفتيش
وعلّقت طهران تعاونها مع الوكالة لعدم إدانتها الحرب غير المسبوقة التي شنّتها إسرائيل اعتبارا من 13 يونيو/حزيران. وقصفت إسرائيل منشآت نووية وعسكرية ومناطق سكنية ما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص.
وتدخلت الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل في الحرب وقصفت ثلاث منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وأتى الهجوم الإسرائيلي على إيران في وقت كانت الأخيرة تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن إبرام اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي. وانسحبت طهران من المباحثات بعد الهجوم.
وأكدت طهران عقب الحرب أن التعاون مع الوكالة الدولية سيتخذ «شكلا جديدا».
وفي أواخر أغسطس/آب، عاد فريق من مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة لفترة وجيزة إلى إيران للإشراف على استبدال الوقود في بوشهر، محطة الطاقة النووية الرئيسية في إيران.
لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أشار إلى أن عودتهم لا تعني استئناف التعاون الكامل مع الوكالة.
وبينما لم تستأنف واشنطن وطهران المفاوضات، أجرت إيران مباحثات بشأن ملفها مع الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في اتفاق 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا).
لكنّ هذه الأطراف قامت أواخر أغسطس/آب بتفعيل «آلية الزناد» المدرجة في الاتفاق، والتي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران. وأمهلت الدول الثلاث إيران ثلاثين يوما لإبرام تسوية قبل إعادة فرض العقوبات.
وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، لكنّها تنفي ذلك وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي لأغراض مدنية.