يواجه الفلسطينيون في مدينة غزة ليلة صعبة بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي طالت أحياء سكنية ومبانٍ مأهولة بالنازحين.
وأدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد أكثر من 70 فلسطينيا في أنحاء القطاع، منذ فجر اليوم الجمعة، غالبيتهم في مدينة غزة.
وأفاد مراسلنا بأن السكان تلقوا، مساء اليوم، أكثر من إشارة إخلاء لمبانٍ سكنية في حي الرمال بمدينة غزة.
استهداف المنازل
وقال مراسلنا إن الاحتلال استهدف منزلًا في شارع الثورة ما أدى إلى إصابات واندلاع حريق في المبنى ومحيطه، كما قصف الجيش الإٍسرائيلي مبنى آخر بمدينة غزة كان مقرًا لبنك القدس قبل أن يتحول إلى مأوى للنازحين.
وطالت الغارات منزلًا بجوار مستشفى الكرامة، إلى جانب قصف مخيم الشاطئ غربي المدينة. ووفق مراسلنا، قصف الاحتلال أكثر من 15 منزلًا في المدينة خلال الساعات الأخيرة.
وجاء ذلك بعد انعقاد الكابينت الإسرائيلي لمناقشة خطط التوغل البري في مدينة غزة وبحث تداعيات محاولة اغتيال قيادات من حركة حماس في الدوحة، فيما أعلنت إسرائيل نيتها السيطرة الكاملة على المدينة التي يقطنها نحو مليون شخص، ضمن ما تقول إنه جزء من خطتها للقضاء على الحركة.
وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، أنه شن 5 موجات من الغارات الجوية خلال الأسبوع الجاري، استهدف خلالها أكثر من 500 موقع، بينها مواقع مراقبة وقناصة ومبانٍ تحوي فتحات أنفاق ومستودعات أسلحة.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن نحو 10% من سكان المدينة غادروا منذ إعلان خطة السيطرة الإسرائيلية، بينما ما يزال معظم السكان في أماكنهم رغم القصف العنيف.
وفي واشنطن، يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب توترًا متزايدًا داخل إدارته بشأن مسار الحرب، مع تعثر جهود وقف إطلاق النار، فيما انتقدت الأمم المتحدة وحكومات عدة أوامر الإخلاء الإسرائيلية ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أدت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى استشهاد أكثر من 64 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، إلى جانب أزمة جوع أودت بحياة أكثر من 400 شخص، بينهم 142 طفلًا.
تدمير الأبراج السكنية
وفي إطار حملة تدمير الأبراج التي أطلقها قبل أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل «تكثيف وتيرة الغارات بشكل مركزّ بهدف ضرب البنى التحتية لحماس والحد من التهديد على قواتنا، كجزء من التحضيرات للمرحلة المقبلة من العملية».
وحذّرت الأمم المتحدة مرارا من كارثة في حال المضي قدما في خطة السيطرة على مدينة غزة التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية في أغسطس/آب.
ووفق الأمم المتحدة، يوجد في مدينة غزة ومحيطها نحو مليون شخص.
والجمعة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «في إطار الخطة لدفع سكان مدينة غزة جنوبا، وفي سياق الجهود لتكييف الاستجابة الإنسانية في جنوب قطاع غزة» باشر «بأعمال لتوسيع معبر 147 بهدف زيادة حجم المساحات التي تدخل إلى المنطقة الإنسانية».
وتندّد منظمات إنسانية كثيرة بمشروع تهجير سكان شمال القطاع مجددا إلى جنوبه.
وتبدو فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أبعد من أي وقت مضى بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعا لحماس في الدوحة الثلاثاء.