تايلر روبنسون.. من متفوّق دراسي إلى مشتبهٍ باغتيال تشارلي كيرك

تحوّل تايلر روبنسون، الطالب المتفوق الحاصل على منحة رئاسية، من فتى هادئ نشأ في عائلة جمهورية بولاية يوتا، إلى مشتبه به رئيسي في اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك داخل حرم جامعي، في حادث وصفته السلطات بأنه «اغتيال سياسي».

وطبقا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم السبت، ففي مدينة سانت جورج الجنوبية المحافظة، عبّر جيران وزملاء دراسة سابقون عن صدمتهم من تورّط روبنسون (22 عامًا) في الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع داخل جامعة يوتا فالي. وقد وصفوه بأنه شاب ذكي ومنطوٍ، نشأ في بيئة محافظة، وكان مولعًا بألعاب الفيديو والقصص المصوّرة والأحداث السياسية.

وتقول الشرطة إن روبنسون ناقش مؤخرًا مع أحد أقاربه فعالية كان من المقرر أن ينظمها كيرك في يوتا، وأبديا معًا رفضًا لآرائه السياسية. وفي وقت لاحق، نفّذ روبنسون الهجوم الذي أدى إلى مقتل كيرك، ثم فرّ قبل أن يسلم نفسه بعد 33 ساعة من المطاردة.

وأفادت السلطات أن الذخيرة التي عُثر عليها إلى جانب السلاح تضمنت نقوشًا ساخرة من ميمات الإنترنت، وعبارات بينها «هيّا أيها الفاشي! التقط!».

وبينما تتجادل الأطراف السياسية بشأن الدوافع، لا تزال صورة روبنسون غير واضحة، كما هو مساره من متفوّق أكاديمي إلى متدرب كهربائي ثم إلى مشتبه به في قضية اغتيال.

منحة رئاسية وطموحات هندسية

تخرّج روبنسون من مدرسة «باين فيو» الثانوية عام 2021، بعد أن أنهى سنته الأخيرة بدراسة أربع مواد جامعية، من بينها الرياضيات المتقدمة. وسبق أن نشرت والدته صورة له بمعدل تراكمي كامل (4.0)، وفيديو وهو يقرأ رسالة تفيد بحصوله على منحة رئاسية من جامعة ولاية يوتا بقيمة 32 ألف دولار. غير أن الجامعة أكدت أنه لم يحضر سوى فصل دراسي واحد كطالب تمهيدي في الهندسة.

كما التحق روبنسون لاحقًا ببرنامج تدريب كهربائي في «كلية ديكسي التقنية» بمدينة سانت جورج، وكان في سنته الثالثة عند وقوع الحادث.

هوايات عسكرية وألعاب قتالية

وفق زملائه، كان روبنسون مواظبًا على حضور فعاليات برنامج «جونيور ROTC» شبه العسكري في المدرسة، رغم عدم التأكد من عضويته فيه. كما عرف بشغفه بلعبة «هالو» و«كول أوف ديوتي»، وغيرها من ألعاب التصويب، بالإضافة إلى لعبة «ماينكرافت» التي لعبها بإفراط.

سام نيو، أحد أصدقائه في نادي ألعاب الفيديو، قال إن خبر تورط روبنسون بالحادثة كان «زلزالًا» بين معارفه. وأضاف: «لقد انقطع عنا فجأة، وتراجع تواصله مع الجميع».

وأكّدت جايدا فانك، زميلته في المرحلة الإعدادية، أنه كان «تلميذًا مثاليًا»، دائم الالتزام، ويحظى بثقة المعلمين. وقالت: «توقعت له مستقبلًا كمدير تنفيذي. كانت لديه صفات قيادية، ومهارات تنظيمية متميزة».

عائلة جمهورية وعشق للأسلحة

تُظهر منشورات عائلية أن روبنسون نشأ مع شقيقين أصغر منه، في بيئة محافظة، وشارك في تدريبات على إطلاق النار. ووفق بيانات المقاطعة، فإن والديه جمهوريان ويحملان تراخيص صيد سارية، ويقيمان في منطقة غنية بالأنشطة الخارجية قرب متنزهي «زاين» و«برايس كانيون».

وذكرت الشرطة أن روبنسون كان يعيش مع زميل في السكن داخل شقة تبعد 10 دقائق فقط عن منزل أسرته، وأنه أرسل رسائل بعد الهجوم يشير فيها إلى مكان ترك فيه البندقية وتفاصيل عن تغيير ملابسه.

وقال زميل السكن للشرطة إنه عرض عليهم تلك الرسائل، في حين أكّد شهود في المجمع السكني أن روبنسون كان منطويًا لا يختلط بالآخرين. وقال أحدهم: «لم يكن يتحدث مع أحد. فقط كان يشغّل الموسيقى مع رفيقه في السكن».

سلوك غريب قبل أيام من الحادثة

الطفل أوليفر هولت (11 عامًا)، الذي يسكن في المبنى نفسه، قال إنه التقى روبنسون الأسبوع الماضي بينما كان يعرض على الجيران خدمات مقابل المال. وأضاف أن روبنسون كان يتصرف بغرابة، وينظر بتوتر نحو شقته.

وتابع: «كان خائفًا ومضطربًا. نظراته لم تكن طبيعية».

أما كيتون بروكزبي، زميله في المدرسة، فاستذكر آخر لقاء بينهما في أحد فروع «وولمارت»، وقال: «بدا أنه أصبح أكثر انطواءً. لم يرغب في التحدث».

وبحسب مكتب مقاطعة واشنطن، فإن روبنسون كان مسجلًا للتصويت، دون أن يكون منتميًا لحزب سياسي، ولم يسبق له أن أدلى بصوته في أي انتخابات.