الأونروا: قيود إسرائيل على المساعدات الإنسانية سبب المجاعة في غزة

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، اليوم السبت، إن سبب المجاعة في قطاع غزة هو القيود على المساعدات وتدمير البنية التحتية ومهاجمة العمليات الإنسانية

وأضاف: «لم أر قط مثل هذا الاستهتار الصارخ بالوضع المحمي للعاملين في المجال الإنساني والمرافق والعمليات».

مجاعة مكتملة الأركان

حذّر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت الماضي، من أنّ قطاع غزة يشهد «مجاعة مكتملة الأركان من صنع الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدًا أنّ مصر ستواصل دعمها الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي «لا بديل عنها».

وقال عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إنّ «أي محاولات تستهدف المساس بالأونروا تحت أي ذريعة أو مبرر وهمي مرفوضة تمامًا»، مشددًا على أنّ «أي آلية أخرى أثبتت فشلًا تامًا لأنها تفتقر للشرعية والقبول». وأضاف: «نبذل قصارى جهدنا للعمل على استمرار تقديم الدعم الكامل للأونروا».

ولفت وزير الخارجية المصري إلى أنّ «التعنت الإسرائيلي وفرضه شروطًا تعجيزية يحول دون التوصل إلى تهدئة»، موضحًا أنّ معبر رفح «لا يزال مفتوحًا»، لكن «أكثر من 6 آلاف شاحنة مساعدات تقف على الجانب المصري بسبب رفض الاحتلال دخولها»، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج إلى «ما لا يقل عن 700 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات».

ممارسات الاحتلال التوسعية 

وأكد عبد العاطي رفض مصر «ممارسات الاحتلال التوسعية في الضفة الغربية التي تقوّض جهود السلام»، مضيفًا أنّ «السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967». وكشف عن بحث مؤتمر لإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار، مشددًا على أنّ «لا حديث عن تحسين الوضع الإنساني أو أفق سياسي دون وقف إطلاق النار». كما أشار إلى إمكانية نشر قوات دولية «إذا كان هناك طلب من الجانب الفلسطيني»، لافتًا إلى وجود لجنة إدارية من 15 شخصية تكنوقراطية من غزة ستتولى إدارة القطاع لمدة ستة أشهر.

من جانبه، قال لازاريني إنّ «غزة تواجه مجاعة من صنع البشر»، مضيفًا: «الناس يموتون في صمت بسبب الجوع، وتم تجاوز جميع الخطوط الحمراء». وأوضح أن العاملين في المجال الإغاثي «يعانون الجوع والتعب مثل أهالي غزة»، مشيرًا إلى أنّ «الصحفيين دفعوا ثمنًا باهظًا لعملهم في القطاع»، مؤكدًا أن «كل ما يحدث في غزة تم توثيقه».

وأضاف المفوض العام للأونروا أن الوكالة طبقت بعض «السياسات التقشفية»، لكن الوضع الإنساني «في غاية السوء» ويتطلب تدخلًا عاجلًا.

واستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، يوم السبت 6 سبتمبر، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة وسبل تعزيز الدعم المقدم للشعب الفلسطيني. وأعرب الوزير عن تقدير مصر للجهود الدؤوبة التي تبذلها الوكالة وفريقها رغم التحديات، مقدماً التعازي في مقتل أكثر من 360 من موظفيها جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

وأكد عبد العاطي على الدعم المصري الكامل للأونروا باعتبارها مؤسسة لا غنى عنها، مشدداً على أن إنشائها بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يجعلها الجهة الوحيدة المخولة بالعمل لصالح اللاجئين الفلسطينيين حتى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. واعتبر الوزير أن حل الدولتين، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.

سابقة خطيرة

وندد وزير الخارجية بالتشريعات الإسرائيلية الرامية إلى إنهاء عمل الأونروا، محذراً من أن هذه الممارسات تمثل «سابقة خطيرة» تهدد الالتزام بالقانون الدولي وتضعف الثقة في المنظمات الدولية. وأكد رفض القاهرة أي مساعٍ لتقليص خدمات الوكالة أو نقلها إلى جهات أخرى، داعياً المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته المالية والسياسية لدعم استمرار عملها.

كما استعرض الوزير الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات، محذراً من مخاطر التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. وأشار إلى عزم مصر استضافة مؤتمر دولي بالتنسيق مع فلسطين والأمم المتحدة والشركاء الدوليين لإعادة إعمار القطاع بعد وقف إطلاق النار، في إطار الخطة العربية المدعومة دولياً. وشدد على الدور المتوقع للأونروا في مرحلة التعافي المبكر، مؤكداً التزام مصر بدعمها بكل الوسائل الممكنة.