نعيم قاسم لجرحى تفجيرات البيجر: إسرائيل ستسقط لأنها دولة احتلال

وجه الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم رسالة لجرحى «تفجيرات البيجر» التي نفذتها إسرائيل قبل عام وأسفرت عن استشهاد عشرات اللبنانيين وإصابة الآلاف قبل عام، وكانت إيذانا باندلاع حرب مباشرة بين الحزب اللبناني وإسرائيل بعد عام من مناوشات محدودة عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.  

وخاطب قاسم جرحى تلك العملية قائلا: «جرحى البيجر، أنتم ‏النور الذي نرى ‏من خلاله سلامة الطريق، وأنتم الحياة التي تعطي النبض ‏الحقيقي للاستمرار».‏

وتابع: «ماذا أقول لكم؟ وأنتم الآن المعلمون والمربون وهداة الطريق، ‏لأنكم أعطيتم وأنتم مستمرون في العطاء. ‏قال تعالى: ‏﴿لَكِنِ ‏الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ، وَأُوْلَٰئِكَ لَهُمُ ‏الْخَيْرَاتُ، وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ‏الْمُفْلِحُونَ﴾».

وأضاف الأمين العام لحزب الله، في رسالته، أن هناك ثلاثة أمور أساسية «أرى أنها تتمثل بكم وبحياتكم، ‏أولًا: التعافي، أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح،  أنتم أمام امتحان واختبار، ونجحتم في هذا ‏الامتحان، وكنتم مصداق ‏قوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ‏إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا ‏يَرْجُونَ﴾‏».

إسرائيل لم تخرجكم من المعركة

وأضاف: «الأمر الثاني: أنتم في حالة نهوض، مع كل الأمل ‏بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق. ‏سمعتكم ورأيتكم، ‏رأيت كيف تتحدثون وكيف تبعثون الأمل في الحياة، كيف ‏الطريق واضحة تمامًا أمامكم. ‏تطبقون ما قاله أمير المؤمنين ‏علي عليه السلام: وإن معي لبصيرتي، ما لَبَستُ ولا لُبس عليّ. ‏أي ليس ‏عندي حالة أكون فيها محتارًا وضائعًا، أو يُضيعونني، ‏لا. البصيرة التي ترون من خلالها أنتم تسيرون ‏ببصيرتكم، وهذا ‏أعظم من البصر، لأن البصيرة هداية الداخل إلى الخارج، أما ‏البصر فهو رؤية الخارج ‏بمعزل عن الداخل. عوّضكم الله تعالى ‏بهذه البصيرة العظيمة».‏

وقال قاسم: «ثالثًا: الاستمرارية. وهنا المهم: ماذا أراد العدو الإسرائيلي - أراد أن يبطل قدرتكم، ‏أراد أن يخرجكم من ‏المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم ‏يريد أن يُكمل الدراسة ‏الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، ‏بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن ‏يرقّي ‏وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع ‏الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من ‏حولكم، هناك ‏إبداعات أنتم تقدّمونها الآن».‏

وتابع قاسم: «لا تظن أن ما تفعله أنت أيها ‏الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو ‏كبير، لأن قيمته مع ‏جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه ‏الجراحات. لأنه هنا يوجد ‏روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد ‏جهاد، يوجد تقديم إلى الأمام.‏

إسرائيل ستسقط

وتحدث في رسالته عن فضل الشهادة مذكرا الجرحى بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من جرح في سبيل الله ‏جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك، ولونه لون الزعفران، ‏عليه ‏طابع الشهداء. ومن سأل الله الشهادة مخلصًا أعطاه الله أجر شهيد ‏وإن مات على فراشه.‏

وختم قاسم بالقول: « أنتم مع أكمل رسالة، رسالة الإسلام. أنتم مع محمد ‏وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ‏أنتم مع القادة الشهداء، أنتم ‏أعظم مقاومة، ‏واعلموا أن ‏إسرائيل ستسقط، لأنها احتلال وظلم وإجرام ‏وعدوان، ولأن المقاومين يواجهونها حتى التحرير على ‏طريق ‏إحدى الحسنيين، وهذا ربح دائم.‏\

تفجيرات البيجر

كانت إسرائيل قد فجّرت في توقيت واحد في السابع عشر من سبتمبر/ أيلول العام الماضي، آلاف من أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاء في حزب الله، أتبعتها بعدها بيوم بتفجيرات لأجهزة لاسلكي تحملها عناصر الحزب أيضا، ما أدى لاستشهاد 39 شخصا وإصابة 3400 آخرين، ثم اغتيالات لكوادر الحزب السياسية والعسكرية، بلغت ذروتها باغتيال الزعيم التاريخي للحزب حسن نصر الله في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2024 قبل أن يعلن الحزب في اليوم التالي استشهاده.

وفي الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بدأت إسرائيل اجتياحا بريا لجنوب لبنان مستغلة حالة الارتباك التي أصبت الحزب بعد الضربات القاسية التي تلقاها، لكنها واجهت مقاومة من مقاتلي الحزب فسقط عشرات من القتلى بين صفوف جنود الاحتلال، قبل أن يتم التوصل لاتفاق في نوفمبر/ تشرين الثاني بوقف القتال بين الطرفين بشروط من ضمنها انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني وأن يتولى الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب وانسحاب إسرائيل من الجنوب.

والتزم الحزب ببنود الاتفاق الذي تم برعاية فرنسية ودولية، إلا أن إسرائيل لم تنسحب من 5 مواقع ما زالت تحتلها حتى الآن، ما دعا الحزب إلى الإصرار على عدم التخلي عن سلاحه ما لم تنسحب إسرائيل.