قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن شهادات جديدة كشفت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) ينسقان الآن مع ميليشيات غزية منظمة في أدوار قتالية نشطة، مضيفة أن هناك خشية بين الجنود والقادة من أن تتصرف هذه الجماعات بشكل غير متوقع، مما قد يُحدث فوضى على الأرض.
وتابعت أن هذه الميليشيات تحصل على امتيازات ممثلة في رواتب والسيطرة على أراض في القطاع.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن المليشيا الواحدة تضم عشرات المسلحين، ومعظمهم ينتمون إلى عشائر معروفة في غزة، وعلى رأسها عائلة أبو شباب، مضيفة أن الجيش وسع خلال الأسابيع الأخيرة، عمليات تجنيد المليشيات المحلية، لتعمل بالتنسيق مع جنود إسرائيليين في الميدان.
وتحصل المليشيات على إذن بحمل السلاح، كما أنها تربح الأموال بالسيطرة على مسارات نقل المساعدات، وإقامة الخيام في المناطق التي يتركز فيها السكان.
ووفقا للصحيفة، تُشارك الميليشيات المذكورة في عمليات مهمة في مناطق حساسة، لكن قادة في جيش الاحتلال أعربوا عن مخاوفهم من انقلاب المليشيات في غزة؛ لعدم وجود سيطرة حقيقية عليها في الميدان.
أبو شباب يعترف بالخيانة
والشهر قبل الماضي، أقرَّ ياسر أبو شباب، زعيم الميليشيا التي أعلنت إسرائيل أنها تدعمها بالسلاح وأنها تعمل لصالحها في مناطق جنوبي قطاع غزة، بأنه يتعاون مع جيش الاحتلال.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة «مكان» الإسرائيلية الرسمية الناطقة بالعربية، قال أبو شباب إن جماعته المسلحة تتحرك «بكل سهولة» في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى وجود «تنسيق» بين الطرفين.
وأضاف أن جماعته تبلغ القوات الإسرائيلية بتحركاتها العسكرية التي تشنها منفردة، مشيرًا الى أنها «تتلقى دعما خارجيا» بدون كشف أي تفاصيل، لافتًا إلى أن بعض الأمور لا يمكن التحدث فيها علانية.
وزعم أبو شباب أن مجموعته لا تتبع أي أيديولوجيا أو تنظيم سياسي، وأنها تناضل ضد ما ادَّعى أنه «ظلم» و«فساد».
وواصل ياسر أبو شباب مزاعمه بالقول إن مجموعته ستواصل النضال مهما غلت التضحيات، لافتا إلى أن حماس «تنازع» حاليًّا وتعلم أن «نهايتها اقتربت».
ينحدر أبو شباب من قبيلة الترابين، إحدى أكبر القبائل ويقيم في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كان معتقلًا سابقًا في غزة على خلفية تهم جنائية تتعلق بتهريب السلاح والمخدرات، لكنه فرّ عقب قصف الطيران الإسرائيلي لمقار الأمن الداخلي بداية الحرب.
برز بشكل لافت في مايو /آيار 2024 حين تزعم مجموعة مسلحة نهبت شاحنات المساعدات الإنسانية، تتألف من 100 إلى 300 عنصر، وقد أقر مسؤولون إسرائيليون بتزويده هو وقواته بالأسلحة، كجزء من «عملية لتسليح الجماعات المحلية لمواجهة حماس».