استشهد 10 فلسطينيين على الأقل، اليوم الثلاثاء، في قصف وغارات إسرائيلية متفرقة على مناطق عدة من قطاع غزة، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص جيش الاحتلال أثناء توجههم إلى مركز توزيع المساعدات الأميركية شمالي مدينة رفح.
وفي مدينة غزة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات عنيفة على الأحياء الجنوبية والشمالية، تزامنًا مع عمليات نسف لمربعات سكنية عبر روبوتات مفخخة في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على القطاع، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية.
وقال مراسل الغد إن مخيم الشاطئ يتعرض منذ ساعات الصباح لقصف عنيف من طائرات الاحتلال الحربية، إضافة للقصف المدفعي، وتحليق مكثف للمسيرات التي تطلق نيرانها بشكل مباشر على المخيم.
كما أصيب فلسطينيون في جنوب القطاع، من جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط منطقة اسكان حمد شمالي خان يونس.
مفاوضات شرم الشيخ
في الأثناء، انطلقت في مدينة شرم الشيخ اجتماعات اليوم الثاني من المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، لمناقشة تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهادفة إلى وقف الحرب.
وقال ترمب في تصريحات صحفية إن حماس وافقت على «أمور مهمة للغاية» في المحادثات الجارية، مؤكدًا أن المفاوضات تسير على نحو جيد، ومعربًا عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب في قطاع غزة «تقترب من نهايتها».
وفي القاهرة، أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مفاوضات شرم الشيخ تستهدف التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترمب، مشيرًا في مؤتمر صحفي مع نظيرته السلوفينية، الثلاثاء، إلى أن مصر تعمل على الترتيب لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، معربًا عن أمله في تحقيق تقدم كبير نحو إنهاء الحرب ووقف المجاعة.
على الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن المنظومة الصحية على وشك الانهيار الكامل بعد عامين من الحرب. وقالت في بيان، اليوم الثلاثاء، إن 25 مستشفى من أصل 38 خرجت عن الخدمة بالكامل، فيما تعمل 13 مستشفى فقط بشكل جزئي، إضافة إلى تدمير 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية من أصل 157.
وأشارت الوزارة إلى أن نقص الإمدادات الطبية وتوقف الكهرباء وارتفاع أعداد المصابين فاقم الأزمة داخل المستشفيات، مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من خدمات طبية في القطاع.
وخلف العدوان الإسرائيلي منذ اندلاعه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمر مساحات واسعة من القطاع الساحلي. وكانت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة قد خلصت الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، مستندة إلى حجم القتل والدمار، فيما وصفت إسرائيل التقرير بأنه "منحاز ومخزٍ".
ووفق تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، تعرض نحو 193 ألف مبنى في غزة للدمار أو الأضرار، من بينها 213 مستشفى و1029 مدرسة، بينما أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلق بالغ من مستوى الدمار في مدينة غزة، محذّرة من أن أي نقل قسري للسكان سيكون بمثابة تطهير عرقي.