الاحتلال يمحو معالم غزة.. ماذا حدث خلال عامين من العدوان؟

على مدى عامين كاملين، شن جيش الاحتلال حربًا ضروسًا ضد قطاع غزة، أدت إلى محو معالم القطاع بالكامل، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، وإصابة ما يقرب من 169 ألفًا و679 آخرين.

بدأت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، بهجوم جوي مكثف مع إخلاءات قسرية دفعت مئات الآلاف للنزوح تحت القصف.

ومع نهاية عام 2023، أعلن الاحتلال تحويل مساحات شاسعة إلى مناطق عسكرية مغلقة، وسط دمار هائل واستهداف للأحياء السكنية.

وبحلول مايو/ أيار 2025، أكدت الأمم المتحدة أن 80% من قطاع غزة بات خاضعًا لسيطرة عسكرية أو أوامر نزوح، لترتفع النسبة في شهر يوليو/ تموز 2025 إلى 87.7%، مع استمرار العمليات العسكرية.

وفي سبتمبر/ أيلول 2025، أصدر جيش الاحتلال أمرًا بإخلاء واسع لمدينة غزة، أجبر ما يقرب من نصف مليون غزي على النزوح إلى المناطق الوسطى والجنوبية مع تصعيد ميداني وحصار خانق، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة.

ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، باتت غالبية القطاع خاضعة لتهجير قسري أو احتلال مباشر، مع تدمير ممنهج لما تبقى من المرافق والبنى التحتية المدنية.

من قصف مكثف إلى إبادة شاملة.. الاحتلال يمحو معالم غزة.. ماذا حدث خلال عامين من العدوان؟

ومع مرور عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، برزت أرقام تجسد خسائر مروعة في حياة الفلسطينيين.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الثلاثاء، في بيان، إن الاحتلال الإسرائيلي يحوِّل 77 طفلًا كل يوم إلى أيتام، وفي كل يوم تتحول 29 سيدة متزوجة إلى أرملة، كما تتسبب انتهاكات الاحتلال في إجهاض 16 سيدة حامل يوميًّا.

ومنذ بداية الحرب حتى الآن، استشهد 67160 فلسطينيًّا، وأصيب 169679 آخرون، من بينهم 2610 شهداء، وأكثر من 19143 مصابًا و45 مفقودًا من طالبي المساعدات منذ السابع والعشرين من مايو / أيار الماضي.

أبرز الضحايا

الأطفال واستهدافهم كان الوجهَ الأكثرَ فداحة في حرب الإبادة؛ حيث استشهد أكثر من 20 ألف طفل، من بينهم ما يزيد على 1000 رضيع، منهم 450 وُلدوا خلال الحرب ولم يتمكنوا من النجاة من أهوالها.

النساء أيضا كن أبرزَ الضحايا، إذ استشهدت أكثر من 12500 سيدة، من بينهن أكثرُ من 9 آلاف أم، ليفقد آلافُ الأطفال أمهاتِهن.

ومنذ انسحاب إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في الثامن عشر من مارس/ آذار الماضي، استشهد 13229 فلسطينيًّا وأصيب 65400 آخرون.

وحال نقص المعدات والوقود دون انتشال آلاف الجثامين، ليبقى أكثر من 9500 شخص في عداد المفقودين تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة منذ بداية الحرب.

وأضافت المجاعة فصلًا جديدًا إلى المأساة بعد استشهاد 460 شخصًا بسبب التجويع، من بينهم 154 طفلًا لم يصمُدوا أمام سوء التغذية وانعدام المساعدات.

كما ارتكبت قوات الاحتلال أكثرَ من 15 ألف مجزرةٍ دامية خلال عامين، استهدفت خلالها 14 ألف عائلة في غزة، وبين تلك الأرقام المفزعة، أُبيدت نحو 2700 عائلة بالكامل ومُحيت من السجل المدني.

انهيار القطاع الصحي

وبعد مرور عامين على حرب الإبادة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، أن المنظومة الصحية في القطاع على وشك الانهيار الكامل من جراء الحرب الإسرائيلية، مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من الخدمات الطبية.

وقالت الوزارة، في بيان، إن 25 مستشفى من أصل 38 خرجت من الخدمة بالكامل، فيما تعمل 13 مستشفى فقط بشكل جزئي وفي ظروف صعبة، كما دُمِّرت 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية من أصل 157، ولا يعمل سوى 54 مركزًا بشكل جزئي.

وأضاف البيان أن نقص الإمدادات الطبية وعرقلة وصولها الآمن فاقما الأزمة، إذ بلغت نسبة الأصناف الصفرية من الأدوية 55%، ومن المستهلكات الطبية 66%، ومن المستلزمات المخبرية 68%.

وأشار إلى أن نسبة إشغال أسرَّة المستشفيات ارتفعت إلى 225% حتى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي مقارنة بـ82% في الفترة نفسها من العام الماضي، واصفًا الوضع بأنه «كارثي» في ظل تزايد أعداد الجرحى والحالات الحرجة.

كما أكد البيان أن الاستهداف المباشر للمؤسسات الصحية أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، حيث دُمِّرت 25 محطة توليد أكسجين من أصل 35، و61 مولدًا كهربائيًا من أصل 110.

وأوضحت الوزارة أن عدد الشهداء من الطواقم الطبية بلغ 1701 شهيدًا، فيما اعتُقل 362 من الكوادر الصحية في ظروف قسرية وصفتها بأنها «مخالفة لكل القوانين الإنسانية والدولية».

وأدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير مساحات واسعة من القطاع الساحلي.

وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، مستندة إلى حجم عمليات القتل كدليل رئيسي على استنتاجها.

وأظهر تحليل لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة أن نحو 193 ألف مبنى في غزة تعرضت للدمار أو الأضرار، من بينها 213 مستشفى و1029 مدرسة. 

كما أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء مستوى الدمار في مدينة غزة، محذِّرة من أن أي عمل متعمَّد لنقل السكان سيكون «تطهيرًا عرقيًّا».