جهود لتثبيت هدنة غزة.. وإسرائيل قلقة من تضرر مصالحها الأمنية

تستمر زيارة نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، إلى إسرائيل في إطار الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترمب للمضي قدما في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية (كان) قد أفادت في وقت سابق بأن واشنطن تضغط للبدء في المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بينما تصر إسرائيل على استعادة جثث القتلى المحتجزين أولا.

ولفتت (كان) إلى وجود خلافات بين إسرائيل من جهة والولايات المتحدة ومصر من جهة أخرى حول توقيت دخول الطواقم الأجنبية للبحث عن جثث المحتجزين داخل القطاع.

ونقلت هيئة البث عن مصدر إسرائيلي مطلع أن واشنطن تتدخل في قرارات تل أبيب بشأن غزة وتمنعها من تنفيذ عمليات عسكرية تخطط لها على الأرض.

ومن المقرر أن يلتقي فانس، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبعدها سيلتقي بعدد من الوزراء وسيعقد اجتماعا معهم، ثم سيلتقي بالرئيس إسحاك هرتسوغ.

كما من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأميركي، الذي يزور إسرائيل منذ أمس، بعدد من المحتجزين المفرج عنهم.

ولفتت القناة 12 الإسرائيلية إلى أنه من المفترض أن يصل وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع.

ضغوط أميركية

وأفادت مراسلة الغد بأن كل هذا الزخم السياسي والدبلوماسي يُنظر إليه في إسرائيل على أنه محاولة أميركية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة ومحاولة تثبيتها وإحكام السيطرة على كل ما يحدث في القطاع ومنع إسرائيل من اتخاذ قرارات مستقلة.

ولفتت في هذا السياق إلى اللقاءات التي عقدها مبعوثا الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مع عدد من الضباط والقادة بالجيش الإسرائيلي.

وأوضحت أن تلك التحركات كان سينظر لها على أنها تدخل في السياسة الإسرائيلية إذا كانت صادرة من دولة أخرى غير الولايات المتحدة، إلا أنه ينظر لها على أنها محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع نتنياهو من تعريض الاتفاق للخطر.

وأعلن نائب الرئيس الأميركي أمس عن إقامة مركز التعاون المدني العسكري في (كريات غاد) القريبة من غزة، تبعد 25 كلم عن القطاع، ويضم هذا المركز نحو 200 جندي أميركي، كذلك يضم جنودا من دول أخرى في العالم وممثلين عن الدول التي ستنخرط في قوات الاستقرار الدولية في غزة.

قلق إسرائيلي

في السياق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن قلق في المؤسسة الأمنية إزاء «السرعة التي يدفع بها الأميركيون قدما بخطة ترمب لإنهاء الحرب»، إذ يرون أنها قد تضر بالمصالح الأمنية لإسرائيل.

ولفتت إلى أن الزيارات التي يجريها المسؤولون الأميركيون إلى إسرائيل للتأكد من عدم وجود أي تأخير أو استثناءات للخطة، قد تتعارض مع المصالح الأمنية الإسرائيلية.

وأوضحت أن هناك عددا من المصالح الحيوية من وجهة نظر إسرائيل، مثل الخطوط تمركز الجيش وطريقة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهي المسائل التي لم تحددها الآن إسرائيل نفسها.

وتابعت القناة أن القلق الرئيسي هو أن تتمكن الولايات المتحدة من تقييد إسرائيل في كل ما يتصل بهذه القضايا، وهو ما سيأتي على حساب قدرة الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار وقدرة المستوى السياسي على فرض عقوبات على منظمة حماس.

جهود مصرية

وأمس، وصل رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى إسرائيل والتقى نتنياهو وعدد من المسؤولين، في زيارة وصفتها صحيفة يديعوت أحرونوت بأنها «غير اعتيادية» لمناقشة جهود وقف الحرب في قطاع غزة.

وهي أول زيارة لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة قبل نحو عامين.

وقالت الصحيفة إنه منذ توليه منصبه خلال الحرب قبل نحو عام، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، لعب رشاد دورًا هامًا في المفاوضات في مراحلها المختلفة، في مصر وقطر.

ونقلت يديعوت عن مصادر أنه  ثمة استياء بين الوسطاء بسبب رفض نتنياهو بدء مفاوضات المرحلة الثانية قبل استلام جثث المحتجزين، مشيرين إلى أن الوسطاء من مصر وقطر التزموا بوضوح أمام الحكومة الإسرائيلية بإتمام تسليم جميع الجثث، وتهيئة الظروف الميدانية، وتزويد حماس بالمعدات اللازمة لإخراج بقية الضحايا بسرعة.