قال العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، إنه سيعمل على تفاصيل مبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية لتكون الأساس والحل الواقعي القابل للتطبيق.
يأتي ذلك عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي خطة المغرب بشأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وأضاف العاهل المغربي في كلمة له أن هناك وتيرة متزايدة للاعتراف بالسيادة المغربية اقتصاديا على المناطق الجنوبية للبلاد.
وأشار الملك محمد السادس إلى أن المغرب يعيش مرحلة فارقة ومنعطفا حاسما في تاريخ البلاد.
كلمة الملك محمد السادس بعد اعتماد مجلس الأمن خطة المغرب بشأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية
مجلس الأمن
وصوّت مجلس الأمن الدولي، الجمعة، وبمبادرة من الولايات المتحدة، لصالح دعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء المغربية، معتبرا أنها الحل الأكثر واقعية للإقليم المتنازع عليه، رغم معارضة الجزائر.
وجاء في القرار الذي أُقرّ بـ11 صوتا مؤيدا من دون معارضة، مقابل 3 دول امتنعت عن التصويت، فيما رفضت الجزائر المشاركة، أن الخطة التي قدّمها المغرب عام 2007 وتقضي بمنح الإقليم حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية «قد تمثل الحل الأكثر واقعية» ويمكن أن تشكل الأساس لمفاوضات مستقبلية لإنهاء نزاع مستمر منذ 5 عقود.
وبحسب رويترز، أعلن مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، أن منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية «قد يكون الحل الأكثر جدوى» للصراع الدائر منذ 50 عاما.
ودعا مجلس الأمن جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات بناءً على خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لأول مرة إلى الأمم المتحدة عام 2007.
ويعتبر المغرب إقليم الصحراء جزءا من أراضيه، ويواجه جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة هناك.
وأحجمت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، بينما لم تصوت الجزائر. صوت أعضاء المجلس الأحد عشر المتبقون لصالح القرار، الذي جدد أيضا ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الصحراء الغربية لمدة عام واحد.
دعوة للحوار
وفي يوليو/ تموز الماضي، قال العاهل المغربي محمد السادس إنه مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر بشأن مختلف القضايا العالقة بين البلدين، وذلك في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 26 لجلوسه على العرش.
وأضاف مخاطبا الجزائر التي تنحسر علاقتها مع المغرب بين التوتر والفتور منذ ستينيات القرن الماضي «التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا وقدرتنا سويا على تجاوز هذا الوضع المؤسف».
تتعرض العلاقات بين البلدين للأخذ والرد منذ ستينيات القرن الماضي بسبب حرب الرمال في 1963، وزاد الأمر سوءا النزاع حول إقليم الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 1976، إذ تسعى الجبهة إلى الانفصال بالإقليم عن المغرب وتدعمها الجزائر في ذلك.
وأعلنت الجزائر في أغسطس/ آب 2021 قطع علاقتها مع المغرب، وقال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في 2023 إن العلاقات مع المغرب وصلت إلى «نقطة اللاعودة».
وقال العاهل المغربي «بصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت، وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك».
واعترف عدد من الدول بمقترح «الحكم الذاتي» الذي طرحه المغرب كحل وحيد لنزاع الصحراء الغربية، ويقضي بمنح إقليم الصحراء حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.
ومن بين هذه الدول فرنسا وإسبانيا ومؤخرا بريطانيا والبرتغال وعدد من الدول الإفريقية والأمريكية اللاتينية.
لكن جبهة البوليساريو والجزائر تتمسكان بالاستقلال التام عن المغرب.
جدير بالذكر أن النزاع بشأن الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في أفريقيا، إذ ضم المغرب الإقليم في 1975 بعد انسحاب الاستعمار الإسباني منه لتتأسس الجبهة في 1976 وتحمل السلاح في وجه المغرب، مطالبة بانفصال الإقليم عن المغرب وبدعم من الجزائر.
ولم يتوقف إطلاق النار إلا في 1991 بعد تدخل الأمم المتحدة.