أصدرت السلطات الأمنية قرارا بغلق المطاعم الشعبية بعد منتصف الليل، وعدم استعمال الأفران الخشبية والاعتماد على التي تعمل بالغاز .
قرار ثار حوله جدل كبير بين مؤيد ومعارض :
- المؤيدون يرون أنه يخدم ضبط الأمن، ومحاربة بعض مظاهر الفساد الأخلاقي، التي يقال إنها قد تحدث ببعض تلك المطاعم في أوقات متأخرة من الليل وبعيدة عن الرقيب.
بالتأكيد هذه مبررات وجيهة، ولا يمكن إلا أن نساندها كشعب مسلم يحافظ على دينه وقيمه وأخلاقه النبيلة .
- بالمقابل، يرى المعارضون للقرار أنه يحارب المستضعفين في لقمة عيشهم الحلال، ويضيّق عليهم في أرزاقهم، حيث أن هذه المطاعم طلبت السلطات غلقها ليلا، في وقت يمثل ذروة عملها، ويرى بعض ملاكها والعاملين فيها أنها ضربت مصالح تلك المطاعم في الصميم.
بل يؤكدون أن هذه المطاعم استثمارات هامة لدى بعض المواطنين، وتساهم في تخفيف نسبة البطالة خاصة بين صفوف الشباب، وفي حال تطبيقه بشكل نهائي سيخسر مواطنون كثر مصادر رزقهم ويتِمّ وأد استثمارات هامة.
ويقولون إن تلك المطاعم تلبي حاجيات ضرورية للمواطنين، وتمثل متنفسا للكثير منهم، كنوع من أماكن الترويح عن النفس والتجديد بعيدا عن الحياة الرتيبة بين جدران المنازل .
عموما يجب على الدولة أن تحمي أخلاق المجتمع وقيمه، وأن تضرب بيد من حديد على يد كل من يريد المس بها، ولكن بالمقابل يجب أن لا تُضيّق على المواطنين في مكسب حلال يعيشون منه كمورد رزق، ويعيلون أسرهم ويساهمون في محاربة البطالة .
ختاما : حماية المجتمع من الفساد الأخلاقي بكل صنوفه أمر مطلوب وأكثر من ضروري، ولكن حماية أرزاق المواطنين وتشجيعهم على الكسب الحلال ومساعدتهم - ونحن في عهد الحرب على الفساد- أمر مطلوب بإلحاح، فعلى الجهات المعنية أن توازي بين الأمرين دون أي شطط .