صفعة كبيرة تلقاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الثلاثاء، ليس بفوز المسلم الاشتراكي ابن المهاجرين زهران ممداني والمتزوج بسيدة سورية الأصل بمنصب عمدة نيويورك فحسب، بل بفوز الديمقراطيين في ثلاثة ولايات هي نيويورك وفرجينيا ونيوجيرسي، الأمر الذي طرح أكثر من سؤال عما إذا كان هذا التصويت هو لصالح خطاب شبابي جديد عبّر عنه ممداني الداعي الى تخفيف الأعباء عن الناس، والمناهض بقوة لإسرائيل والمناهض أيضا لمعاداة السامية والإسلاموفوبيا، أم أنه عقاب لترمب على سياساته الداخلية والخارجية. وهو ما يدفع للاعتقاد بأن ترمب بدأ من اليوم مواجهة قد تصبح خطيرة مع أصغر الحكّام في تاريخ أهم الولايات الأميركية.
وفي ولاية فيرجينيا.. اصبحت الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر أول امراة تتولى منصب الحاكم، وفي نيوجرسي باتت ميكي شيريل اول ديمقراطية في الموقع نفسه
أما في نيويورك فما أن وقع الزلزال الانتخابي بفوز ممداني رغم الحملة الشرسة التي قادها ترمب ضده، وتهديده الصريح له بقطع التمويل الفدرالي عن المدينة، ووصفه أياه بالشيوعي الخطير، حتى بدأت تتكشف المفاجآت.
ولعلّ أبرزها أن سبعة وستين بالمائة من يهود نيويورك تحت سن الأربعة وأربعين عاما صوتوا لممداني رغم أن عاصمة المال والأعمال وناطحات السحاب تعتبر عاصمة اللوبي المؤيد لاسرائيل، صوتوا له رغم شجبه لإسرائيل ومطالبته باعتقال نتنياهو لو زار نيويورك على أساس أنه مجرم حرب .
هذا إن دل على شيء، فهو يدل على رياح جديدة تهب على الولايات المتحدة، يلعب فيها الشباب دورُا تغييريا حقيقيا في الأحزاب والنخب، ويدرك معها الفقراء وأهل الطبقة المتوسطة خطر السياسات الاقتصادية والمالية لترمب على حياتهم،وساعدت في ذلك طبعا ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي اعتمد عليها ممداني. كما أن ما حصل يدل أيضًاعلى رغبة الأميركيين في لغة جديدة تختلف عن اللغة الخشبية التقليدية لأحزاب هرمت.ويدل على رغبتهم بالوحدة لا بالفرقة والعنصرية
أما في السياسة الخارجية، فهل تصويت غالبية اليهود لممداني يهدد بتصدّع التحالف التاريخي بين إسرائيل ويهود أميركا؟، أم هو عقاب فقط لنتنياهو وحليفه ترمب وليس لاسرائيل؟، وهل الأميركيون يعاقبون ترمب أم يكافئون ممداني؟ باختصار هل نحن امام تصويت عقابي أم أمام مزاج عام يتحوّل جذريّا في الولايات المتحدة .
ناقش هذا الملف كل من الدكتور حسن منيمنة الباحث في معهد الشرق الأوسط من واشنطن.
ومن عمان رجا طلب الكاتب والباحث السياسي..
من القاهرة إميل أمين الباحث في الشؤون الأميركية..
ومن باريس الدكتور خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية..