بلغ التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مستوى قياسيا في عام 2025 منذ بدء مراقبة الأمم المتحدة عام 2017، وفق تقرير صادر عن الأمين العام للمنظمة اطلعت عليه وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة.
وقال أنطونيو غوتيريش في الوثيقة المرسلة إلى أعضاء مجلس الأمن «أدين التوسع المستمر للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والذي يستمر في تأجيج التوترات، ويمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، ويهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية ومترابطة وذات سيادة كاملة».
التوسع الاستيطاني
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قد أعلن يوم الأربعاء أن تل أبيب أعطت الموافقة النهائية على بناء 764 وحدة سكنية في ثلاث مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة نددت بها السلطة الفلسطينية باعتبارها تقوض جهود السلام في المنطقة.
وأضاف سموتريتش، المنتمي لليمين المتطرف والذي يعارض إقامة دولة فلسطينية، أنه منذ بداية توليه منصبه في أواخر عام 2022، وافق مجلس التخطيط الأعلى الحكومي على نحو 51370 وحدة سكنية في الضفة الغربية، وهي من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقبلية عليها.
واليوم الجمعة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مجلس الوزراء قرر منح صفة قانونية لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة يبلغ عددها 19 مستوطنة، من بينها مستوطنتان تم إخلاؤهما قبل 20 عاما، في إطار عملية انسحاب كان هدفها تعزيز أمن إسرائيل واقتصادها.
ونددت السلطة الفلسطينية اليوم بالقرار الذي أعلن عنه في وقت متأخر من مساء أمس الخميس.
وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية، المقامة على أراض احتلتها في حرب 1967، غير شرعية. ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في العديد من القرارات إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية.
وزاد بناء المستوطنات في ظل الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة في إسرائيل، مما أدى إلى تفتيت الضفة الغربية وعزل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها البعض. وتم بناء بعضها بدون ترخيص رسمي من إسرائيل.
المستوطنات الإسرائيلية
وتضم المستوطنات التسع عشرة اثنتين انسحبت منهما إسرائيل في عام 2005 بموجب خطة أشرف عليها رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون وكانت تركز بالأساس على غزة.
وبموجب خطة الانسحاب، التي عارضتها الحركة الاستيطانية آنذاك، صدرت أوامر بإخلاء كل المستوطنات الإسرائيلية في غزة، وكان عددها 21. ولم تتأثر معظم المستوطنات في الضفة الغربية باستثناء أربع.
ووصف الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيان صدر، اليوم الجمعة، هذا الإعلان بأنه خطوة أخرى نحو «إبادة الجغرافيا الفلسطينية».
وتقع الضفة الغربية المحتلة، التي تضم 2.7 مليون فلسطيني، في صميم خطط إقامة دولة فلسطينية في المستقبل تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
ووفقا للأمم المتحدة، بلغت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين أعلى مستوياتها المسجلة في أكتوبر/تشرين الأول إذ نفذ المستوطنون ما لا يقل عن 264 هجوما.
