«النفق الذي لم يكن موجودا – الحقيقة وراء الصورة من فيلادلفيا»، هذا هو عنوان التحقيق الصحفي المصور الذي يبثه التلفزيون الإسرائيلي، ويكشف خلاله زيف رواية الاحتلال بشأن الأنفاق في قطاع غزة.
ومن المقرر بث التقرير اليوم على القناة 11، ويستعرض المزاعم التي تم ترويجها بشأن العثور على نفق كبير جنوبي قطاع غزة على محور فيلادلفيا، وهو ما أثار حالة من الجدل وقتها، إذ يكشف التقرير أنه «لم يكن نفقا حقيقيا».
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان)، فإن النفق الذي تحدث عنه الجيش وزعم أن حركة حماس استخدمته، لم يكن نفقا بل كان خندقا مغطي بالرمال.
وخلال مقابلة معه، أكد وزير الجيش السابق، يوآف غالانت، هذا الأمر.
ووفقا لمقطع فيديو نشرته (كان)، من التقرير المصور، أكد غالانت أن الكشف المزعوم لجيش الاحتلال لم يكن نفقا على الإطلاق، ولكن تم تسويق على أنه نفق هجومي يخترق الأرض لعشرات الأمتار، في محاولة لتضخيم أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، ولعرقلة التقدم في صفقة تبادل المحتجزين.
كذلك نشرت هيئة البث صورة من التقرير، لأحد الجنود وهو يقف أمام الخندق قبل تغطيته بالرمال والزعم بأنه نفق على عمق عشرات الأمتار.
وفي ذلك الوقت، تم الترويج لهذا الكشف للجيش، وقاد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حملة إعلامية ضخمة للترويج لأهمية احتلال رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا، وهو ما أدى إلى فشل التوصل لاتفاق التهدئة وإعادة المحتجزين آنذاك.
«لا تقدم حقيقي»
يتزامن هذا التقرير مع آخر نشرته صحيفة «هآرتس» لمراسلها العسكري عقب المشاركة في جولة أعدها جيش الاحتلال لمرافقة المراسلين العسكريين في مدينة رفح ومحور موراغ، والذي كشف أيضا عن عدم وجود جديد في أنشطة الجيش رغم ما يروج له من دعاية.
وحمل التقرير عنوان « جولة في رفح تكشف أن القتال بنفس المستوى رغم جهود الترويج»، وخلاله لفت المراسل العسكري للصحيفة أنه تم إجراء جولة في محور موراغ، والذي تم إنشاؤه بطول 6 كلم، وعرض يتراوح بين 300 متر وكيلو مترين اثنين.
وأوضح أن الفرقة 36 هي المسؤولة عن توسيع المحور وهدم البنى التحتية حوله، مشيرا إلى أنه من المتوقع توسيعه.
ووسط الدمار الذي رآه المراسلون في رفح، علق مراسل هآرتس «إذا كان الجيش يهدم بنى تحتية إرهابية فيبدو أن كل مباني غزة هي إرهابية»، في إشارة إلى حل الدمار الواسع وغير المبرر الذي لحق بالقطاع.
`
ونوّهت هآرتس إلى أن معظم عمليات الجيش في رفح تتركز في حيي الشابورة وتل السلطان، حيث يقدر الجيش أن ثمة عشرات المسلحين من حماس في هذه الأحياء يتبعون للواء رفح، الذي سبق أن أعلن الجيش أنه هزمه.
وأكدت الصحيفة أنه رغم أن جميع قادة الجيش يعلنون أنهم يعملون على إعادة المحتجزين، إلا أنهم يجدون صعوبة في ذكر أي نشاط يهدف إلى تحقيق منفعة لهم أو تقريب موعد عودتهم.
وكما أشارت إلى أن الضباط يمتنعون عن الحديث عن خطط الجيش في المنطقة الإنسانية في المواصي، رغم الإعلان عنها كمنطقة إنسانية آمنة، ولا يستبعدون سيناريو قد يتطلب نقل السكان المدنيين من هناك أيضاً.