أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان ترحيبا واسعا على الصعيد الدولي، في وقت يشهد فيه العالم تزايد المخاوف من تفاقم الصراع بين البلدين النوويين.
واعتبرت عديد من الدول هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تهدئة التوترات المتصاعدة بين البلدين، معتبرين أن هذه المبادرة تفتح الأفق أمام تسوية سلمية بين البلدين.
خطوة إيجابية
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، آملاً أن يؤدي إلى «سلام دائم».
وقال المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن «الأمين العام يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان كإجراء إيجابي نحو نهاية الأعمال العدائية الراهنة وخفض التوترات. ويأمل أن يساهم هذا الاتفاق في سلام دائم، ويوفر أجواء ملائمة لتسوية مشاكل قديمة العهد وأكبر بين البلدين».
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن في منشور عبر منصته تروث سوشيال، قائلا «بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، يسعدني أن أعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري»، مشيدًا بالبلدين «للجوئهما إلى المنطق السليم والذكاء العظيم».
ورحبت مصر بالإعلان عن وقف إطلاق النار وخفض التصعيد بين الهند وباكستان، وذلك بعد جهود وساطة من الولايات المتحدة.
ووفقًا لبيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية تميم خلاف، أكدت مصر أن هذا التطور الإيجابي يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التهدئة المطلوبة بين البلدين وعلى نحو يدعم الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا.
وأضاف البيان أن مصر تتطلع إلى أن تشهد الفترة المقبلة التزام الطرفين باتفاق وقف إطلاق النار، يسهم في بناء الثقة المتبادلة بين البلدين، ويحقق تطلعات الشعبين الهندي والباكستاني في تحقيق السلام والرخاء والتنمية.
ترحيب عربي
كما رحبت السعودية، اليوم السبت، بوقف إطلاق النار، وذلك بعد محادثات بوساطة أميركية، وجهود سعودية. وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معبرة عن تفاؤلها في أن يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة.
وأشادت الرياض بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، مجددة دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقًا من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما.
أما في الإمارات، فقد رحب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اليوم السبت، بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا.
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد بالجهود التي بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في هذا الصدد، كما أثنى على مساعي البلدين للتوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكدًا ثقته في حرص البلدين وحكمتهما في الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل دائم، بما يعود بالنفع على البلدين والمنطقة، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات (وام).
ووصفت إيران التهدئة بأنها فرصة لخفض التوترات على نحو أشمل. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي كلا البلدين لاغتنام هذه الفرصة لضمان خفض التوترات وإرساء سلام دائم في المنطقة.
خرق الهدنة
في تلك الأثناء، قال عمر عبد الله رئيس وزراء إقليم جامو وكشمير إن دوي انفجارات سُمع في أنحاء مدينة سرينجار في كشمير الهندية مساء اليوم السبت، وذلك بعد ساعات من اتفاق الهند وباكستان على وقف إطلاق النار.
وأضاف في منشور على منصة إكس «ما الذي حدث للتو لوقف إطلاق النار؟ سُمع دوي انفجارات في أنحاء سرينجار».
وقال مسؤول اليوم السبت إن باكستان فتحت مجالها الجوي بالكامل أمام جميع أنواع الطائرات المدنية والحربية بعد دخول اتفاق لوقف إطلاق النار مع الهند حيز التنفيذ.
ويمثل هذا التقدم خطوة مهمة في خفض التصعيد بعد أيام من التوترات الشديدة والهجمات الصاروخية الليلية على جانبي الحدود.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في وقت لاحق على منصة إكس إن «باكستان ممتنة للولايات المتحدة لتسهيلها التوصل إلى هذه النتيجة، التي قبلناها لصالح السلام والاستقرار الإقليمي».
وفي تأكيد هندي، أوضح مصدر حكومي في نيودلهي أنّه تم التوصل إلى الاتفاق بعد تفاوض مباشر بين الهند وباكستان، مشيرا إلى أنّ البلدَين الجارين لم يخططا لمناقشة أي شيء آخر غير وقف إطلاق النار