كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تصاعد لافت في معدلات انتحار الجنود داخل جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء، بانتحار جندي من لواء الناحال في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.
ولفتت إلى أن الحادث وقع أمس الإثنين، فيما تجري الشرطة العسكرية بالجيش تحقيقًا في القضية، وستُرفع نتائجه إلى النيابة العسكرية للمراجعة فور انتهاء التحقيق.
وأوضحت الصحيفة أن واقعة الانتحار هي الثالثة في أقل من أسبوعين.
يأتي هذا في ظل تزايد الأعباء والضغوط النفسية على جنود جيش الاحتلال، خاصة الاحتياط ممن طالت فترة الاستدعاء جراء تواصل الحرب في غزة ومن قبلها في لبنان.
وبحسب هآرتس، فإن عدد المنتحرين من جنود الجيش الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري بلغ 15 جنديا، لافتة إلى أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى نهاية العام ذاته انتحر سبعة جنود، فيما أقدم واحد وعشرون جنديا على الانتحار خلال عام 2024.
وأشارت إحصائية نشرتها هآرتس إلى أن الحصيلة الإجمالية لحالات الانتحار في صفوف جيش الاحتلال منذ اندلاع الحرب على غزة ارتفعت إلى 43 حالة.
انتقادات داخلية
وعلق زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، على هذه الواقعة مهاجما سياسة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المستمرة في توسيع الحرب وعدم وضع حدا لها.
وقال لابيد في منشور على منصة إكس: «لنضع جانبًا لحظةً حقيقة أن نتنياهو، خلال الحرب، يبذل قصارى جهده لإقرار قانون التهرب المشين. ولنضع جانبًا لحظةً ما سيفعله أو لن يفعله حزب يهودوت هتوراه.. خلال الأسبوع الماضي، انتحر ثلاثة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي. وهذه إحصائية لا يمكن الاستهانة بها».
وأضاف: «انتحر ما لا يقل عن 15 جنديًا منذ بداية هذا العام. هذه الحرب تُزهق الأرواح أيضًا».
تعتيم من الجيش
وفي تقرير سابق لهآرتس، أشارت إلى أنه منذ بداية الحرب، ازداد عدد الجنود الذين انتحروا أثناء الخدمة الفعلية مقارنةً بالسنوات السابقة.
وأشارت إلى أن الجيش يرفض الإدلاء برقم رسمي لعدد حالات الانتحار منذ بداية العام، مؤكدًا أنه لن ينشره إلا في نهاية العام.
يعزو جيش الإسرائيلي ارتفاع عدد حالات الانتحار إلى الزيادة الكبيرة في الاعتماد على قوات الاحتياط، ونوهت الصحيفة إلى أن معظم حالات الانتحار خلال الحرب كانت من جنود الاحتياط.
ووفقا لمصادر في الجيش، فإن تحليل الحالات أظهر انخفاضًا في عدد حالات الانتحار الناجمة عن ظروف شخصية وغير مرتبطة بالتعرض لأحداث قتالية منذ بداية الحرب، ما يعني أن نسبة كبيرة من المنتحرين تعرضوا لحوادث قتالية شديدة، مما أثر على حالتهم النفسية على ما يبدو.
ولفتت هآرتس إلى أن الإحصائيات التي ينشرها الجيش لا تشمل الجنود الذين انتحروا بعد التسريح الخدمة.
ووفقًا لرصد للصحيفة فقد انتحر ما لا يقل عن 11 مدنيًا منذ بدء الحرب بسبب مشاكل نفسية، ناجمة على ما يبدو عن خدمتهم العسكرية. في بعض الحالات، كان هؤلاء جنودًا شاركوا في الحرب، وفي حالات أخرى، كانوا محاربين قدامى يعانون من مشاكل نفسية وشاركوا في عمليات أو حروب سابقة.