قال مراسل الغد من قطاع غزة إنه كانت هناك حالة إحباط جماعي في قطاع غزة منذ إعلان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وبعده الرئيس دونالد ترمب انسحاب الولايات من المفاوضات، ثم التهديدات التي أتت تباعا سواء من ويتكوف أو ترمب حول ما ينتظر قطاع غزة والطرق البديلة التي يمكن من خلالها أن تقوم أميركا بإعادة المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة.
وأضاف أن هذه الحالة من الإحباط بدأت تتراجع شيئا فشيئا، بعد البيان الذي صدر عن مصر وقطر، والذي يفيد بأن انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات الدوحة هو للتشاور بعد الرد الذي قمته حركة حماس، وأن المفاوضات ستسأنف خلال الأيام القليلة المقبلة.
صمود وتنازلات
وتابع أن الفلسطينيين في القطاع، رغم أنهم يصرون على الصمود ويدفعون حماس للصمود أمام الضغوط، إلا أنهم يرون أنه إذا كان هناك تنازلات يمكن أن تقدمها حماس وتؤدي لإنهاء مجاعة القطاع، فعليها أن تقدمها، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يدركون أن إسرائيل تريد قتل أكبر عدد منهم
وأضاف المراسل أن الفلسطينيين يقولون إنه على العالم أن يرى ما يصنعه الاحتلال الإسرائيلي في سكان قطاع غزة ليكون ذلك كفيلا بإجبار العالم على إنهاء الحرب.
مواكب الشهداء متواصلة
وأفاد مراسل الغد فجر اليوم السبت باستشهاد 15 فلسطينيا من منتظري المساعدات.
كما أفاد باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بحي الرمال وسط مدينة غزة.
ترمب ينتظر رد حماس على تصريحاته
وقال ترمب، إنه سيترقب رد حركة حماس حول تصريحاته الأخيرة التي أعلنها، الجمعة، بشأن مفاوضات الهدنة في غزة.
وأضاف في ثاني زيارة خارجية له، بعد وصوله إسكتلندا «سنترقب رد حماس على تصريحاتي التي أعلنتها اليوم بشأن جهود وقف إطلاق النار في غزة».
تصريحات ترمب
وفي تصريحات سابقة الجمعة، قال ترمب إنه يعتقد أن قادة الحركة سيُلاحقون الآن. وقال للصحفيين في البيت الأبيض إن «حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم يريدون الموت. وهذا أمر سيء للغاية. لقد وصل الأمر إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة».
وبدت التصريحات وكأنها تغلق الباب، على الأقل في المدى القريب، أمام استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الدولية من تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الحرب.
وفي رد فعل على تدهور الوضع الإنساني في غزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الليل أن باريس ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية مستقلة.
ورفض ترمب إعلان ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفا هذه الخطوة بأنها متهورة وتضر بجهود السلام، مكررا بذلك انتقادات سابقة صدرت من واشنطن.
وقال ترمب إن ماكرون لا بأس به، لكنه أضاف «وإليكم الخبر الجيد: ما يقوله لا يهم». وأكد ترمب أن إعلان الرئيس الفرنسي «لا يحمل أي وزن».
مفاوضات غزة
وسحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر أول أمس الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة حماس ردها على مقترح الهدنة.
وذكرت مصادر في بادئ الأمر أن انسحاب الوفد الإسرائيلي يهدف فقط للتشاور، ولا يعني بالضرورة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.
لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في وقت لاحق أشارت إلى أن الموقف الإسرائيلي ازداد تشددا خلال الليل.
وحمل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حركة حماس مسؤولية جمود المفاوضات، وقال نتنياهو إن ويتكوف «على صواب».
وقال باسم نعيم القيادي في حماس على فيسبوك إن المحادثات كانت بناءة لكنه انتقد تصريحات ويتكوف، ووصفها بأنها محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل.
وقالت الوسيطتان مصر وقطر في بيان مشترك الجمعة إن بعض التقدم تحقق في أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار وإن تعليق المفاوضات للتشاور قبل استئنافها أمر طبيعي في سياق تفاوض معقد.
وذكر البيان المشترك «تشير الدولتان إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة 3 أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه المفاوضات المعقدة».
وينص مقترح الهدنة على وقف القتال لمدة 60 يوما والسماح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة إلى جانب إطلاق سراح عدد من المحتجزين المتبقين، وعددهم 50، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن تنفيذ المقترح تعثر بسبب خلاف حول مدى انسحاب القوات الإسرائيلية والأوضاع بعد مرور فترة الستين يوما في حالة عدم التوصل إلى اتفاق دائم.