الرئيس الروحي للدروز: نمد يدنا لكل الشرفاء لإنهاء الاشتباكات

دعا الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي للدروز «كل الشرفاء» لإنهاء الاشتباكات ووقف إطلاق النار.

وقال في بيان للرئاسة الروحية للدروز فجر اليوم السبت إن أبناء الطائفة لم يكونوا دعاة تفرقة أو فتنة وإنما كانوا وعلى مدار التاريخ نبراساً في الانسانية والتآخي وطالما كان الجبل ملجأ لكل مظلوم وخائف .

وترحم في البيان على «أرواح الذين قضوا في الاعتداءات الأخيرة التي طالت أرض السويداء من مدنيين أبرياء وشبان شجعان قضوا مقاتلين مدافعين عن إنسانيتهم و كرامتهم و هويتهم».

وأضاف أنه «بعد كل هذه الدماء النقية التي سالت فوق أرضنا نجدد دعوتنا اليوم للاحتكام لإنسانيتنا ونمد يدنا للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية، لا للسلاح  والفوضى».

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا

وفي سياق متصل، قال توم باراك، السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، منتصف ليلة الجمعة/ السبت، إن إسرائيل وسوريا اتفقتا على وقف إطلاق النار بدعم من تركيا والأردن والدول المجاورة.

وكانت إسرائيل قد شنت يوم الأربعاء غارات جوية على دمشق وقصفت القوات الحكومية في الجنوب مطالبة إياها بالانسحاب، حيث تزعم إسرائيل أنها تهدف إلى حماية الدروز السوريين.

وقال باراك في منشور على موقع إكس «ندعو الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء السلاح وأن يبنوا مع الأقليات الأخرى هوية سورية جديدة وموحدة».

اشتباكات السويداء

كانت الاشتباكات قد اندلعت يوم الأحد في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بين مسلحين دروز وآخرين من العشائر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزيا وأعقبتها عمليات خطف متبادلة.

ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.

وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس، تزامنا مع إعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أنه يريد تجنّب «حرب واسعة» مع إسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها.

لكن الاشتباكات تجددت، مساء الجمعة، عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مسلحين من العشائر والفصائل الدرزية الموجودة داخل المدينة، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشاهد مراسل فرانس برس عند المدخل الغربي للسويداء نحو 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته إن الاشتباكات تدور عند المدخل الغربي للمدينة بين «العشائر والمقاتلين الدروز داخلها»، مضيفا أن «هناك قصفا على أحياء مدينة السويداء».

وأعلنت الرئاسة السورية، الجمعة، أنها تتابع بقلق بالغ وأسف عميق ما يجري من أحداث دامية في مدينة السويداء جنوبي البلاد.

ونددت الرئاسة السورية في بيان «بمجموعات مسلحة خارجة عن القانون اتخذت السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع في السويداء»، موضحة أن «الهجوم على العوائل الآمنة وترويع الأطفال أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس».

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 600 من الجانبين جراء أعمال العنف، بينهم مدنيون.

وتقوّض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل عبر استهداف القوات الحكومية ومقار رسمية في دمشق، جهود السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة اشهر على إطاحتها الحكم السابق.

ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد في محافظة السويداء خصوصا. ويتوزّع الدروز كذلك بين لبنان وإسرائيل.