واصل جيش الاحتلال غاراته الجوية على مناطق متفرقة بغزة، ما أسفر عن ارتفاع عدد الشهداء والمصابين خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وأفاد مراسلنا باستشهاد نحو 95 فلسطينيا، وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية وقصف منذ الفجر.
وقال إن نحو 41 فلسطينيا استشهدوا جراء إطلاق النار عليهم في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع، معظمهم من منتظري المساعدات.واستشهد 13 وأُصيب آخرون في غارات على مدينة غزة منذ فجر اليوم.
وأفادت وزارة الصحة في غزة ومستشفى ناصر في خان يونس بأن 32 شخصا على الأقل قُتلوا بنيران القوات الإسرائيلية بينما كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات في القطاع فجر اليوم السبت.
تستعين مؤسسة غزة الإنسانية بشركات أميركية خاصة للأمن واللوجستيات لإدخال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاما تقوده الأمم المتحدة.
ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه غير آمن ويشكل انتهاكا لمعايير حياد العمل الإنساني، وهو ما تنفيه المؤسسة.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء الماضي إنها سجلت سقوط 875 شهيدا على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية في محيط مواقع المساعدات وقوافل الغذاء في غزة، معظمها بالقرب من نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.
غارات إسرائيلية
وحذرت وزارة الصحة في غزة من أن المجاعة الكارثية والمجازر الدامية قرب مراكز المساعدات الأميركية تهدد حياة آلاف المواطنين، مؤكدة أن القطاع يمر بحالة مجاعة فعلية.
يأتي هذا في حين احتشد عدد من النازحين أمام التكيات الخيرية في دير البلح وسط القطاع، أملا في الحصول على الطعام في ظل تفاقم المجاعة.
وحذر الدكتور خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة في لقاء سابق عبر شاشة الغد، من أن الوضع في القطاع كارثي والمجاعة وصلت إلى ذروتها، مشيرا إلى أن سوء التغذية بلغ مرحلته الخامسة، وهي المرحلة الأشد خطورة، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.
انتشار المجاعة
بدوره، قال رئيس قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء الطبي في قطاع غزة الدكتور معتز حرارة، إن المستشفى استقبل على مدار الأيام الماضية حالات إغماء عديدة خاصة في صفوف الأطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية.
وأضاف حرارة للغد، أن نقص الإمكانات في مستشفيات القطاع يحول دون تقديم العلاج اللازم.
في غضون ذلك، قال عاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة، إن الأعمال العدائية اليومية، والوفيات التي يمكن الوقاية منها، وتفاقم نقص الوقود، وموجات النزوح، كلُّها تعمل على تطبيع الحرمان الجماعي لسكان غزة.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى تقارير تثير القلق عن أطفال وبالغين يعانون سوء التغذية في المستشفيات مع قلة الموارد لعلاجهم، فضلا عن تفاقم أزمة توفير الخدمات الصحية والمياه بسبب نفاد الوقود.
وشردت الحرب جميع سكان قطاع غزة تقريبا وأغرقته في أزمة إنسانية، وطال الدمار معظم أنحائه. بينما استشهد نحو 58 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.