يدلي الناخبون في تايوان، اليوم السبت، بأصواتهم في اقتراع يستهدف عزل خُمس أعضاء البرلمان، وجميعهم من الحزب المعارض الرئيسي، في خطوة يأمل مؤيدوها أن توجه رسالة حازمة إلى الصين بينما يصفها المعارضون بأنها هجوم على الديمقراطية.
وقالت حكومة تايوان إن هذا التصويت، الذي يُعد أكبر عملية عزل برلماني في تاريخ الجزيرة، يواجه تدخلا انتخابيا «غير مسبوق» من جانب الصين التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، وذلك ردا على رفض الجزيرة القاطع لهذه المزاعم.
وقد تعيد هذه العملية تشكيل موازين القوى داخل البرلمان، وتمنح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم بزعامة الرئيس لاي تشينغ-ته فرصة لاستعادة أغلبيته التشريعية.
ورغم فوز لاي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، خسر حزبه أغلبيته في البرلمان. ومنذ ذلك الحين استعرضت المعارضة قوتها لإقرار قوانين عارضتها الحكومة وفرض خفض في الموازنات مما يعقد الجهود الرامية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي على وجه الخصوص.
ضغوط صينية
ويأتي هذا التحرك السياسي في وقت تصعّد فيه الصين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية على تايوان، في محاولة لتأكيد مطالبها الإقليمية التي يرفضها لاي وحكومته. ورغم دعواته المتكررة للحوار مع بكين، قوبلت تلك الدعوات بالرفض من جانب الصين التي تصفه بأنه «انفصالي».
وتراقب الصين عن كثب حملة العزل المحمومة حيث علّق مكتب شؤون تايوان ووسائل الإعلام الرسمية مرارا على عملية التصويت ، مستخدمين خطابا مشابها لذلك الذي يعتمده حزب المعارضة الرئيسي لانتقاد لاي، بحسب ما أفادت به رويترز الأسبوع الماضي.
وقالت السلطات في تايبه إن «بكين تحاول بوضوح التدخل في ديمقراطيتنا»، مشددة على أن قرار العزل أو الإبقاء على النواب هو شأن يخص الشعب التايواني وحده.
ويُحسم في تصويت يوم السبت مصير 24 نائبا من حزب المعارضة الرئيسي، حيث يُحتمل عزلهم وإجراء انتخابات فرعية لمقاعدهم، فيما يُنتظر إجراء اقتراع لعزل 7 نواب آخرين من الحزب نفسه في 23 أغسطس/ آب.
الصين تهدد
وفي أواخر يونيو/ حزيران الماضي، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن جيش بلاده «لن يتسامح قط مع أي أنشطة انفصالية تسعى لاستقلال تايوان» ردا على سؤال بشأن تصريحات أدلى بها لاي تشينغ-ته رئيس تايوان في الآونة الأخيرة.
وقال المتحدث تشانغ شياو قانغ في مؤتمر صحفي روتيني إن الجيش سيعزز بحزم جاهزيته للقتال من أجل حماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي.
وتابع قائلا «تواصل سلطات لاي دفع تايوان إلى وضع خطير من الحرب، فهي السبب في الإضرار بسبل عيش الشعب التايواني» وأضاف أن تعليقات لاي أظهرت «نواياه السيئة».
تصريحات رئيس تايوان
وبدأ لاي في يوينو/ حزيران الماضي في إلقاء سلسلة تتألف من عشرة خطابات حول «توحيد البلاد» قائلا إن تايوان هي «بالطبع دولة» وإن الصين ليس لها حق قانوني أو تاريخي في المطالبة بالسيادة عليها.
وتصادمت رؤى بكين وتايبيه بسبب تفسيراتهما المتضاربة للتاريخ في حرب كلامية متصاعدة بشأن ما تعتبره بكين استفزازات من حكومة تايوان، قائلة إن من المستحيل «غزو» ما هو بالفعل من ضمن أراضيها.
ولم تستبعد الصين أبدا استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة وتُكن كراهية شديدة للرئيس التايواني وتصفه «بالانفصالي».
وتعارض تايوان بشدة مطالبات السيادة الصينية وتقول إن شعب الجزيرة هو الذي سيقرر مصيره.
وتزايد التوتر بين الصين وتايوان، بما في ذلك تنفيذ الصين عدة جولات من المناورات الحربية على مدار السنوات الخمس الماضية، ويشمل الآن نشر قوات جوية وبحرية يوميا قرب الجزيرة.
وتراقب الولايات المتحدة وحلفاء في المنطقة الوضع عن كثب.
ويقول بعض المسؤولين إن عمليات الانتشار والتطوير العسكري تثير احتمال تنفيذ بكين ذات يوم لتهديداتها بالاستيلاء على تايوان بالقوة.